strong>باراك وموفاز متمسّكان بالتهدئة ورامون وفيلنائي يحذّران من «خطأ» المضي فيهاطالت تداعيات الانقسام الداخلي الفلسطيني، أول من أمس، حجاج غزّة، بين محسوب على «حماس» وآخر على السلطة، ما دفع الحركة الإسلامية إلى منع كل حجّاج القطاع من السفر، فيما لم تتوقف التهديدات الإسرائيلية بعدوان واسع على غزة

غزة ــ قيس صفدي
نفذت الحكومة المقالة في القطاع، أول من أمس، تهديدها ومنعت حجاج غزة المسجّلين على قوائم رام الله من السفر لتأدية مناسك الحج، مشترطة منح الحجاج الذين اختارتهم عن طريق «القرعة» العلنية التأشيرات اللازمة لدخول السعودية، كي تسمح للجميع بالسفر.
وقال حجاج في غزة لـ«الأخبار»، إن عناصر من الشرطة التابعة لـ«حماس» انتشروا على امتداد الطريق المؤدية إلى معبر رفح الحدودي مع مصر ومنعوهم من المغادرة، بدعوى أن المعبر مغلق، وأنه لم تبلّغ وزارة الداخلية من جانب مصر بفتحه للحجاج. إلا أن وزارة الخارجية المصريّة أكدت أن المعبر كان مفتوحاً للحجّاج.
وقال منتدى الإعلاميين الفلسطينيين إن عناصر أمنية اعتدت على مراسل إذاعة القدس المحلية، الصحافي علاء سلامة، خلال تغطيته أزمة الحجاج قرب معبر رفح، داعياً إلى فتح تحقيق في الحادث والاعتذار للصحافي وتعويضه ومحاسبة المتورطين في الحادث.
وكانت وزارة الأوقاف التابعة لحكومة «حماس» قد أجرت قرعة علنية لاختيار نحو 3400 حاج من أصل 19 ألف راغب في الحج. لكن سلطة رام الله شككت في القرعة، وأعلنت أسماءً بديلة عن طريق أشخاص عملوا كوسطاء في غزة، ما فجّر أزمة الحجاج. واتهمت مصادر في حكومة «حماس» وزير الأوقاف في رام الله، جمال بواطنة، بأنه «مارس التحريض ولم يقبل بالقرعة القانونية والعلنية التي تم من خلالها اختيار قائمة حجاج غزة، وأعدّ قائمة بديلة بأسماء جُمعت بطرق ملتوية وعن طريق جمع جوازات السفر لراغبين في الحج وإرسالها إلى رام الله لتسجيلها حسب المصلحة الشخصية».
كذلك اتهمت المصادر بواطنة وحكومة رام الله بـ«الفساد المالي والإداري وبيع فرص الحج في السوق السوداء». وقالت إن «بواطنة تعمّد تهميش حجاج غزة الذين وقع عليهم الاختيار في القرعة، واستبدلهم بأسماء يجري استغلال رغبتهم في الحج» ممن لم يحالفهم الحظ في القرعة العلنية.
وعلمت «الأخبار» من مصدر مطّلع أن السعودية ترفض منح قائمة الحجاج الذين اختارتهم «حماس» التأشيرات اللازمة، معتبرةً أنها استوفت منح جميع حجاج فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة هذه التأشيرات. وقال المصدر القريب من «حماس» إن «حكومة رام الله أعدّت هذا المخطط لتخريب موسم الحج منذ الزيارة التي قام بها بواطنة إلى السعودية في شهر رمضان الماضي، ومارس خلالها الضغوط بمساعدة أطراف خارجية كي يستفرد بموسم الحج ويقطع الطريق على حماس».
وانتقد النائب عن «حماس»، عاطف عدوان، منح السعودية تأشيرات إلى آلاف الحجاج الفلسطينيين المسجّلين لدى السلطة الفلسطينية. وقال إن عدم سماح السعودية لحجاج قطاع غزة المسجّلين لدى أوقاف غزة بالسفر لأداء فريضة الحج «سيكون له تداعيات سلبية على السعودية والمنطقة بأسرها». وأشار إلى وجود «قوى عديدة في السعودية تنتظر أي شيء للأسرة الحاكمة في المملكة، وهذا سيكون القشة التي قسمت ظهر البعير».
في هذا الوقت، أعلن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فيلنائي، أول من أمس، إن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أصبحت أكثر ترجيحاً بعدما أدى إطلاق قذائف هاون فلسطينية، الجمعة، إلى جرح سبعة جنود إسرائيليين قرب غزة. ونقلت الإذاعة العسكرية عن فيلنائي قوله «الوضع مختلف الآن عما كان عليه في الماضي، ويجب إيجاد الوقت المناسب، إلا أن استفزازاتهم لا تترك لنا خياراً».
ورغم تهديدات فيلنائي، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن قادة المؤسسة الأمنية لم يغيّروا موقفهم الرافض لشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة. وذكرت صحيفة «معاريف» أن وزير الدفاع، إيهود باراك، يواصل التمسّك بالتهدئة، وأن «هجوماً واسعاً على القطاع لا يبدو في الأفق».
وحذرت جهات عسكرية إسرائيلية من القبول بـ«قواعد اللعبة الجديدة» التي تحاول حركة «حماس» فرضها على حدود قطاع غزة، وتقضي بقصف مستوطنات «غلاف غزة» أو قواعد عسكرية إسرائيلية قريبة بقذائف الهاون.
بدوره، أكد وزير المواصلات الإسرائيلي، شاؤول موفاز، أنه يعارض فكرة احتلال قطاع غزة مجدداً، معرباً عن اعتقاده بأنه يجب عدم طرح هذا الموضوع على بساط البحث كل يوم من جديد.
أما النائب الأول لرئيس الوزراء، حاييم رامون، فرأى أن التهدئة في قطاع غزة كانت خطأً، حيث إن حركة «حماس» كانت على وشك الانهيار عندما قررت إسرائيل مساعدتها على الاستقرار بواسطة التهدئة. وحذر من أن إسرائيل قد تدفع ثمناً باهظاً كلمّا مرّ يوم آخر على التهدئة، وشدّد على وجوب إنهاء حكم حكومة إسماعيل هنية من دون دخول القطاع.