بغداد ــ الأخبارأقحم أكراد العراق، أمس، بعثة الأمم المتحدة في معركتهم مع الحكومة العراقية المركزية، ووضعوها في خانة «من يسعى إلى تعريب كركوك» المتنازع عليها، في وقت أعرب فيه مصدر مقرب من مكتب السيد علي السيستاني عن «تحفّظات» المرجع الديني إزاء الاتفاقية الأميركية ـــ العراقية، التي بدا أن حكومة بغداد تنوي التنصّل من بند إجراء الاستفتاء الشعبي حولها.
وأجّلت بعثة الأمم المتحدة العاملة في العراق، أول من أمس، إصدار تقريرها بشأن «المناطق المتنازع عليها»، وأبرزها كركوك، إلى ما بعد الانتخابات المحلية التي ستجرى في 31 كانون الثاني المقبل «لأنّه قد يثير توترات»، على حد تعبير رئيس البعثة ستيفان دي مستورا، الذي برر قرار التأجيل بأن «الأمم المتحدة هناك لتسكب ماء على النار وليس نفطاً على النيران».
وفور إعلان قرار التأجيل، اتهمت حكومة إقليم كردستان البعثة الدولية «بترسيخ سياسة التعريب، وبالتلكّؤ» في تقديم الدعم لحل مشكلة المناطق المتنازع عليها.
واتهم بيان أصدرته وزارة مناطق خارج إقليم كردستان، بعثة الأمم المتحدة، بـ«العمل على ترسيخ سياسة التعريب التي طبّقتها الأنظمة الشوفينية السابقة، ليس ذلك فقط وإنما لإثارة النعرات الطائفية والتشدد الديني وإلغاء حقوق مواطني المناطق المتنازع عليها».
وعلى صعيد الاتفاقية الأميركية ـــ العراقية التي أقرّها البرلمان الخميس الماضي، أشار مصدر مقرب من مكتب السيستاني إلى أن الأخير يعتقد أنها «تحتوي على أشياء لا تبعث على الرضى، ولذلك أبدى السيستاني تحفظاته». كما نقل خشية السيستاني من أن يؤدي إقرارها من دون توافق وطني إلى «عدم استقرار» الوضع في البلاد، موضحاً أن هذه التحفظات «لا تعني الرفض ولا تعني كذلك القبول التام».
ونقل المصدر عن السيستاني الاهتمام الكبير الذي يوليه للاستفتاء الشعبي المقرر تنظيمه لتحديد مصير «سوفا» في 30 تموز المقبل.
غير أن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ رأى أن «الاستفتاء ليس بنداً من الاتفاقية ولا جزءاً منها، إنما هو قرار استصدره مجلس النواب، يتطلب أيضاً أن يذهب إلى هيئة الرئاسة للتصديق عليه لينشر في الجريدة الرسمية»، علماً بأنه في قراءة رئيس البرلمان محمود المشهداني لبنود الاتفاقية عند إقرارها، كان واضحاً أن بند الاستفتاء وُضع في مقدمة القانون الخاص بقبول الاتفاقية.
وفي السياق، دعا الدباغ إلى إعطاء الطرفين العراقي والأميركي مهلة قبل الحكم على «سوفا»، بما أنه «سيكون هناك فرصة ستة أشهر لاختبار النيّات وسيكون بإمكان الجانب العراقي أن يستوضح تلك النيات»، معرباً عن ثقته بأن الولايات المتحدة «ستلتزم أمام الجانب العراقي بما ألزمت نفسها به».
ميدانياً، انشغل العراق بملاحقة مطلقي صاروخ على مقرّ الأمم المتحدة «يونامي» في المنطقة الخضراء قبل يومين، أدى إلى مقتل عاملين متعاقدين مع المنظمة الدولية.
وعثر الجيش العراقي على 33 جثة متحللة من عدد من المقابر في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى. كما أدّت اللجنة الدولية للصليب الاحمر دور الوسيط بين العراق وإيران اللذين تبادلا نحو 250 جندياً عراقياً وإيرانياً بعد عشرين عاماً على انتهاء الحرب بينهما.