strong>مستوطنون يعتدون على الفلسطينيّين وأملاكهم في الخليل ونابلسكانت الأراضي الفلسطينية أمس، بين غزة ونابلس والخليل، على موعد مع اعتداءات إسرائيلية شاملة، تُرجمت في أشكال متعددة، أوقعت 3 شهداء وعشرات الجرحى، قبيل ساعات من اجتماع «حماس» مع فصائل المقاومة لبحث التهدئة في قطاع غزّة

غزة ــ قيس صفدي
رام الله ــ أحمد شاكر
استبقت قوات الاحتلال أمس اجتماع حركة «حماس» مع فصائل المقاومة الفلسطينية لبحث مستقبل التهدئة التي تنتهي في 19 الشهر الجاري، بارتكاب جريمة جديدة، أدت إلى استشهاد طفلين شقيقين وإصابة أربعة آخرين بجروح، حين أغارت طائرة إسرائيلية على محيط مطار غزة الدولي في مدينة رفح.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان في المنطقة إن «طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً على تجمع للمواطنين في محيط المطار الذي شهد عملية توغل منذ صباح اليوم (أمس)، ما أدى إلى استشهاد الشقيقين رمزي وخالد الدهيني».
وكانت قوات الاحتلال قد ادعت أن صاروخاً فلسطينياً محلي الصنع سقط بالقرب من إحدى البلدات القريبة من القطاع من دون وقوع إصابات، في وقت واصلت فيه إغلاق جميع المعابر التجارية منذ الرابع من الشهر الماضي.
اعتداء إسرائيلي جديد من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من عرقلة التهدئة، إلاّ أن القيادي في «حماس» أيمن طه، قال إن «الحركة ستبدأ في عقد لقاءات ثنائية تستهلها بلقاء حركة الجهاد الإسلامي لبحث مستقبل التهدئة»، مشدداً على أن «حماس ليس لديها تصور تفرضه على الفصائل، وأن كل ما هو متعلق بالتهدئة سيُطرَح على بساط البحث والنقاش».
ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية عند هذا الحد. ففي نابلس، أعدمت وحدة خاصة إسرائيلية مقاوماً من كتائب شهداء الأقصى في مخيم بلاطة للاجئين. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن «الشاب محمد أبو دراع (27 عاماً)، استشهد برصاص وحدة خاصة إسرائيلية تنكرت بثياب مدنية بينما كان يستقل سيارة متوجهاً إلى معتقل الجنيد الفلسطيني للمبيت فيه».
في المقابل، ادعى جيش الاحتلال أنه «أطلق النار تجاه الناشط في كتائب الأقصى بعد محاولته الفرار خلال عملية خاصة لاعتقاله». وكان الشهيد أبو دراع من ضمن القائمة التي شملها «العفو»، التي سُلمت للسلطة الفلسطينية. وفي اعتداء آخر، ذكرت مصادر طبية أن 35 فلسطينياً على الأقل، جرحوا في تظاهرات عنيفة نظّمها إسرائيليون متشددون احتجاجاً على أمر بإخلاء مبنى متنازع عليه في مدينة الخليل في الضفة الغربية. ورشقت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين الشبان، مدعومين من ناشطين قوميين متشددين، منازل تخصّ فلسطينيين بالحجارة وسيارات جيب للشرطة وحرس الحدود لساعات من دون أن يعترضهم أحد. وتجمع المتظاهرون الإسرائيليون إثر شائعات تفيد بأن الشرطة والجيش يعتزمان إخلاء المبنى طبقاً لقرار صدر عن المحكمة العليا في تشرين الثاني الماضي. ويتنازع على ملكية هذا البناء المؤلف من أربع طبقات، رجل الأعمال اليهودي الأميركي موريس ابراهام، ومواطن فلسطيني من الخليل طعن في بيعه. وتركزت الاعتداءات، التي وصفت بـ«الأعنف»، في أحياء حارة الجعبري ومنطقة الراس ووادي الحصين.
وفي السياق، صعّد المستوطنون من اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية الواقعة جنوب مدينة نابلس، وهاجم العشرات منهم المواطنين في قرى يتما وقبلان والساوية، واعتدوا على ممتلكاتهم وحطموا وأعطبوا إطارات عشرات السيارات، وأحرقوا كميات كبيرة من بالات القش المستخدمة طعاماً للحيوانات يقدّر ثمنها بآلاف الدولارات.
كذلك، أقدم المستوطنون على اقتحام قرية الساوية جنوب نابلس، وكتبوا شعارات مسيئة للإسلام والنبي محمد على حائط مسجد القرية. ودانت الرئاسة الفلسطينية الاعتداءات. وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة: «ندين اتساع نطاق الجرائم الإسرائيلية المرتكبة على يد جيش الاحتلال والمستوطنين بحقّ أبناء شعبنا في طول الأرض الفلسطينية وعرضها».

وأضاف طنطاوي أن «الحاج الذي يُمنَع من أداء فريضة نوى أداءها، وكان ذلك خارجاً عن إرادته، لعل الله يكتب له أجر الحج».
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت فتح معبر رفح لمدة ثلاثة أيام السبت الماضي، للسماح لثلاثة آلاف حاج فلسطيني بالسفر إلى السعودية.
(أ ف ب)