باتت قضيّة منتظر الزيدي برسم الرأي العام العربي والعالمي وتخطّت بأبعادها الشارع العراقي. فإلى جانب التحرّك القانوني الذي أطلقه عدد من المحامين العرب والأجانب للتطوّع في الدفاع عن الزيدي، إذا أحيلت قضيته إلى العدالة، تشهد دول عربية عدّة حركة تضامن مع الرجل.ففي بيان أصدرته صحيفة «الأسبوع» المصرية المستقلة أمس، أعلن صحافيّوها «تضامنهم التام مع الصحافي العراقي الذي عبّر عن رفضه للاحتلال الأميركي لبلاده بتصرفه الرمزي الذي شهده العالم».
وأضافت الصحيفة، في بيانها، أنّ «ما أقدم عليه الزيدي يجب ألا يكون مبرّراً أو مدعاة للعصف بحقوقه القانونية أو تجاوزاً لأحكام المعاملة الإنسانية وهو ما يستوجب إطلاق سراحه فوراً».
وفي السياق، قال رئيس مجلس إدارة «الأسبوع»، رئيس تحريرها مصطفى بكري، إن ما حدث للرئيس جورج بوش «أقل مما كان واجباً بعد اعترافه بأنه قرر غزو العراق بناءً على معلومات استخبارية اعترف بعدم صحتها».
وإزاء مشاهد الضرب المبرّح الذي تعرّض له الزيدي من رجال أمن عراقيين وأميركيين، قال نقيب الصحافيين المصريين الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب، مكرم محمد أحمد، إن هذا العمل «غير لائق لكنه لا يبرّر تعريضه لأي تهديد في بدنه أو عمله».
بدوره، رأى رئيس تحرير صحيفة «الكرامة»، عضو مجلس الشعب، حمدين صباحي، أن ما فعله الزيدي «لا غبار عليه لأنه عبّر عما يعتمل في نفوس العرب جميعاً».
وفي العاصمة الأردنيّة عمان، أشار المسؤول في حزب «جبهة العمل الاسلامي» المعارض، أحمد الزرقان، إلى أن إقدام الزيدي على رشق بوش بحذائه «إنجاز سيسجله التاريخ». وأضاف الزرقان «لقد استطاع هذا البطل العراقي الاعزل الذي لا يملك في مواجهة بوش سوى حذائه أن يشفي صدور قوم مؤمنين ويخفف بعض غيظهم بهذه الضربة القاضية والاهانة البالغة».
وتابع الزرقان «لقد ودع الشعب العراقي هذا الزعيم الإرهابي المجرم المأفون الذي أشعل الحروب وقتل الابرياء بأعظم وداع يستحقه». ورأى أن «قيمة هذه الحذاء تعادل قنبلة نووية من المعاني الرمزية في صراع غير متكافئ مادياً».
وفي تونس، دعت النقابة الوطنية للصحافيين، السلطات العراقية إلى الافراج فوراً عن الزيدي، وحمّلتها في بيان «كامل مسؤولية الحفاظ على سلامته الجسدية وحرمته المادية والمعنوية». ورأت في «التصرف الغاضب» للصحافي العراقي «تعبيراً عن مدى رفض العراقيين للاحتلال الاميركي وتحميلهم تبعاته والمسؤولية عنه للرئيس بوش».
إلى ذلك، قرّرت عائشة القذافي، ابنة الزعيم الليبي معمّر القذافي، ورئيسة جمعية «واعتصموا» الخيرية، منح وسام الشجاعة للصحافي العراقي. وجاء في بيان الجمعية «منتظر الزيدي قال من خلال ذلك صراحة: لا لانتهاك حقوق الإنسان وعبّر عن موقفه بقذف حذائه على وجه الرئيس الأميركي جورج بوش».
في المقابل، وفي المقلب الغربي تحديداً، رأى وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أن الحادث الذي تعرّض له الرئيس الأميركي «عمل مشين»، مبدياً إعجابه برد فعل بوش.
وعلمت «الأخبار» أن مجموعة من المنظّمات اليسارية الأوروبيّة تستعدّ لإطلاق حملة يقوم المشاركون فيها بتنظيم تجمعات سلميّة يجمعون فيها الأحذية أمام سفارات الاتحاد الأوروبي في العواصم الغربية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)