لا يزال الطلب مستمر بالتزايد على مادة المازوت، ما دفع وزارة الطاقة إلى البحث عن كيفية تلبية هذا الطلب والاستمرار في ضخّ هذه المادة في السوق منعاً من حصول أزمة لفقدانها في السوق المحليّة، وخصوصاً في المناطق. فعَمَدَت الوزارة إلى تحويل باخرة محمّلة بالفيول كانت مطلوبة ومحجوزة لمصلحة مخزون الاحتياط لمؤسسة كهرباء لبنان إلى مخزون منشآت إدارة النفط، ويجري حالياً تفريغ حمولة هذه الباخرة في مصفاة طرابلس تمهيداً لضخّها في الأسواق التي ارتفع الطلب فيها بسبب وقف تهريب المازوت من سوريا في الفترة الأخيرة.لكن الأغرب هو ما كشفه وزير الطاقة والمياه آلان طابوريان أمس، إذ أشار إلى أن مبالغ دعم المازوت في السنة الماضية البالغة 30 مليار ليرة لم تسدّدها الدولة لمنشآت النفط إلا منذ يومين فقط، ما رتّب على هذه الإدارة ديوناً أدّت إلى عدم قدرتها، مادياً، على استيراد المازوت.
إلا أن دعم المازوت كان قد أثار حفيظة النواب الذين اتفقوا مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على حجم هذا الدعم. فقد تلقّى طابوريان مراجعات من النواب تسأله لماذا لم يُقل إن الدعم لن يكون موجوداً في الأسبوع المقبل في حين أنهم اتفقوا مع السنيورة على دعم صفيحة المازوت بقيمة 3 آلاف ليرة؟ فأوضح لهم آلية الدعم التي أقرّها مجلس الوزراء والتي تؤدي إلى دعم سعر الصفيحة ابتداءً من 15 ألف ليرة حتى 18 ألفاً، أي إن هامش الدعم 3 آلاف ليرة، وينتهي بتراجع سعر الصفيحة إلى ما دون 15 ألفاً.
وكان طابوريان قد اقترح على مجلس الوزراء أن تُرفع الضريبة على القيمة المضافة عن مادة المازوت من أجل أن يصيب الدعم المستهلك المستهدف منه، لأن هذه الضريبة ستبقى متداولة بالنسبة إلى عمليات البيع بين الشركات، وفي نهايتها تصيب المستهلك، وبالتالي فإن إلغاءها سيؤدي إلى توفير عليه بنسبة 10 في المئة. لكن الاقتراح لم يلق آذاناً صاغية.
(الأخبار)