مهدي السيّداشتدت الحملة الانتخابية في إسرائيل على خلفية انضمام أعضاء جدد إلى حزبي «الليكود» و«كديما»، في وقت شهدت فيه الحلبة الحزبية اليمينية تطوراً تاريخيّاً تمثّل في إعلان عدد من أحزاب اليمين المتطرف، الديني والعلماني، تأليف حزب واحد وخوض الانتخابات تحت رايته.
وتوقف رئيسا «كديما» و«العمل»، تسيبي ليفني وإيهود باراك، عند عملية التعزيز السياسي التي يقوم بها حزب «الليكود»، ولا سيما انضمام الوزير السابق بني بيغن إليه. فأبدت ليفني تحفظاً شديداً على الخطوة، وهاجمت «الليكود» بعنف خلال اجتماع كتلة «كديما»، أمس، واتهمته بالتسبب في «الجمود السياسي» وبـ«رفض كل طريق سياسية للمفاوضات»، مضيفة أن الأيام الأخيرة أبرزت حقيقة أنه «ثمة خيار من خيارين: بين الجمود المطلق في العملية السياسية والتدهور لاحقاً، وتقدم الدولة وصنع التغيير». ودعت الجمهور إلى أن يختار ما إذا كان يفضل الجمود أو التقدم.
بدوره، قال باراك، خلال جلسة لكتلة حزب «العمل»، تعليقاً على انضمام بيغن إلى الليكود: «رأينا اليوم في العناوين انضمام أشخاص إلى الليكود. يتعلق الأمر بأشخاص نعرفهم منذ سنين طويلة، وهم بالطبع جديرون، لكن انضمامهم يوضح ويبرز نهج الليكود ويشير إلى أن الليكود قد يقود إلى طريق مسدود».
أما زعيم «الليكود»، بنيامين نتنياهو، فلم يلتزم الصمت، ورد على هذه الانتقادات بالقول إن «الليكود يعود إلى الشعب، والشعب يعود إلى الليكود». وتحدث، خلال جلسة كتلة حزبه عن «انضمام قوى جديدة وهامة إلينا، قديمة وجديدة». وتعهد انضمام المزيد منها.
وكان قد أُعلن انضمام بني بيغن إلى «الليكود» أول من أمس، تبعه إعلان ميري ريغف، انضمامها إلى صفوف الحزب نفسه، وهي شغلت سابقاً منصب الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي خلال عدوان تموز 2006.
وفيما أعلن الرئيس السابق لحزب «المفدال»، آفي ايتام، عزمه الانضمام إلى «الليكود»، تحدثت تقارير صحافية عن وجود مرشحين آخرين يدرسون الانضمام إلى هذا الحزب، بينهم اللواء في الاحتياط عوزي دايان، ورئيس الأركان السابق موشيه يعلون، فضلاً عن الوزير السابق دان مريدور.
وعلى جبهة الانضمام إلى حزب «كديما»، سُجل أيضاً انضمام الناطق السابق باسم الجيش الإسرائيلي، نحمان شاي.
في هذا الوقت، وفي خطوة وصفت بالتاريخية في الحياة الحزبية الداخلية، أعلن قادة أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل تأليف حزب جديد يوحد أحزابهم ويتطلع إلى تمثيل التيار الديني ـــ القومي ـــ الصهيوني.
ويضم الحزب الجديد أحزاب «الاتحاد القومي» و«المفدال» و«موليدت» و«تكوماه»، وبإقامة هذا الحزب ينتهي عهد حزب «المفدال» الذي لن يخوض الانتخابات للكنيست للمرة الأولى منذ قيام إسرائيل، وبعد 27 عاماً من الانقسامات المتتالية فيه.