Strong>الاحتلال يرفض فتح المعابر... والقطاع على أعتاب انقطاع الكهرباء وتوقّف المخابزمع انفراط عقد الحوار الفلسطيني، أو على الأقل تأجيله إلى أجل غير مسمى، بدأت الأنظار الإسرائيلية تتجه إلى الجبهة الجنوبية، وبرزت تصريحات لوزير الدفاع، إيهود باراك، يحذّر فيها من سقوط التهدئة، رغم حرصه على استمرارها، بالتزامن مع تشديد الحصار على القطاع، الذي بات على أعتاب الحرمان من الكهرباء

حيفا ــ فراس خطيب
شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في تصريحات نقلتها الصحف الإسرائيلية أمس، على أنه يتعين على الإسرائيليين «الاستعداد لإمكان وقف التهدئة عند الحدود مع غزة، وفحص إمكان الرد على مكان إطلاق صواريخ القسّام».
وجاءت أقوال باراك، رداً على طلب من الوزير الإسرائيلي، حاييم رامون، الذي دعا إلى عقد جلسة قريبة لبحث قضية إطلاق صواريخ القسام واقتراب يوم الثامن عشر من كانون الأول، موعد نهاية فترة التهدئة. وكان وزير البنى التحتية، بنيامين بن اليعازر (العمل)، أكثر تصلباً في مواقفه، وطالب بأن يبحث المجلس الوزاري المصغر في جلسته غداً الأربعاء إمكان قطع المياه عن سكان القطاع «بعد قطع التيار الكهربائي».
وفي السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن ضباط رفيعي المستوى في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ترجيحهم تجدد المواجهات بين إسرائيل و«حماس» مع نهاية ولاية الرئيس محمود عباس في التاسع من كانون الثاني المقبل. وأشاروا إلى أن «التوتّر بين حركتي حماس وفتح من شأنه أن يؤدي إلى تجديد إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل».
وفي إطار تشديد الحصار على القطاع، قرّر باراك أمس، إبقاء المعابر الإسرائيلية مغلقة، ومنع تزويد القطاع بالوقود، متذرعاً بمواصلة سقوط صواريخ «القسام» في المنطقة الجنوبية. وادعت أوساط أمنية إسرائيلية أنَّه حتى إذا نفد مخزون الوقود في غزة، فإنَّ الأمر «لن يؤدي إلى قطع التيار الكهربائي في القطاع إنما سيؤدي لبعض التشويشات».
إلا أن مسؤولين فلسطينيين أكدوا أن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة ستتوقف عن العمل كلياًَ خلال ساعات إذا لم تزود بالوقود، وذلك بعد توقفها جزئياً منذ الأحد وانقطاع الكهرباء عن 30 في المئة من قطاع غزة.
وحذّر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، جمال الخضري، في مؤتمر صحافي في محطة توليد الكهرباء، من أن «خطراً كبيراً ينذر بكارثة في القطاع من خلال تعطل المستشفيات وبنك الدم وغرف العمليات والعناية المركزة وحضانات الأطفال».
كذلك، أعلن رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، عبد الناصر العجرمي، في مؤتمر صحافي، أن «مخابز قطاع غزة ستبدأ بالتوقف عن العمل غداً (اليوم) بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من قطاع غزة، بالإضافة إلى نقص غاز الطهو».
ووصف نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فيلنائي، التحذيرات من انقطاع الكهرباء بأنها «دعاية وهراء» من جانب «حماس»، مشيراً إلى الكميات الكبيرة من وقود الديزل التي تهرب من أنفاق من مصر إلى قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، أعلن الاتحاد الأوروبي أن إسرائيل أخطرته بموافقتها على استئناف شحنات الوقود لمحطة الكهرباء، غير أن مسؤولين فلسطينيين أشاروا إلى أن استئناف الشحنات جاء متأخراً قليلاً، وأنه لن يحول دون نفاد الوقود من المحطة وإظلام مناطق كثيرة في القطاع.
وقالت المتحدثة باسم مكتب المفوضية الأوروبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أليكس دي موني: «لقد أخطرونا (الجيش الإسرائيلي) بأن تسليم شحنات الوقود سيستأنف غداً (اليوم)»، غير أن أي تعليق رسمي إسرائيلي لم يصدر لتأكيد الإعلان الأوروبي أو نفيه.
إلى ذلك، نشر أحد المنتديات الإسرائيلية، يطلق على نفسه اسم «الشرق الأوسط الذكي»، إعلانات تجارية في كل المواقع الإلكترونية الكبيرة، طالب من خلالها سلطات فرض القانون الإسرائيلي بالتضييق على عائلات أسرى حركة «حماس» في السجون الإسرائيلية من أجل إتمام صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وقال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، جمال الخضري: «إن السفينة اصطحبت معها 8 أشخاص بينهم طلاب وعالقون ومرضى». وحضر رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية إلى ميناء غزة لتوديع المتضامنين. وزار المتضامنون، خلال وجودهم في غزة، المستشفيات والمعابر ومحطة توليد الكهرباء، إضافة إلى لقائهم رئيس الوزراء المقال وحضور جلسة للمجلس التشريعي.
ووصل المركب «ديغنيتي» إلى سواحل غزة السبت وعلى متنه أكثر من عشرين شخصاً، بينهم 11 نائباً أوروبياً، غالبيتهم من البريطانيين، أرادوا الاحتجاج على العقوبات الإسرائيلية.