زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى الخرطوم وجوبا متعددة الأهداف والرسائل، ليس أقلها تمسك مصر بوحدة السودان وتضامنها مع الرئيس عمر البشير
القاهرة ــ خالد محمود رمضان
قام الرئيس المصري حسني مبارك، يرافقه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات عمر سليمان، بزيارة مفاجئة إلى السودان، هي الأولى له منذ صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية، في شهر تموز الماضي، باتهام الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور.
ووفقاً لمصادر مصرية وسودانية، هدفت الزيارة إلى استباق قرار لقضاة المحكمة العاكفين على دراسة الأدلة التي عرضها المدعي العام لويس مورينو أوكامبو، لمعرفة ما إذا كانوا سيصدرون مذكرة توقيف دولية في حق البشير.
لم تقتصر زيارة مبارك على الخرطوم فقط، بل شملت أيضاً مدينة جوبا الجنوبية في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس مصري وعربي.
ولمبارك تاريخ طويل مع المدينة، حيث يتذكر السودانيون بمرارة كيف ضربها الطيران المصري في مطلع السبعينيات (حين كان مبارك طياراً حربياً)، انتصاراً للرئيس السابق جعفر نميري في مواجهة إحدى محاولات الانقلاب العسكرية ضده والتي موّلها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
أمس عاد مبارك إلى المدينة ليس كطيار حربي، وإنما كرئيس لدولة مجاورة تؤرقه معلومات استخبارية مفادها أن الجنوب في السودان على المحك، وأن بعض الدول والجهات الأجنبية تسعى لتدويل القضية كما هي الحال في دارفور. وأكد مبارك، خلال مؤتمر صحافي عقده عقب محادثاته مع نظيره السوداني، أن «قضية دارفور كبيرة ومعقدة، والرئيس السوداني والحكومة يبذلان الجهود لحلها، إضافة إلى مصر».
وفى جوبا، أكد مبارك، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، أن «الاجتماع مع حكومة الجنوب تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية»، معلناً «افتتاح فرع جامعة الاسكندرية في المدينة خلال الأيام المقبلة».
من جهته، قال رئيس وحدة السودان وحوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هاني رسلان، إن «زيارة مبارك إلى الجنوب تعكس الاهتمام المصري بأبعاد القضية السودانية، فهي بمثابة قضية أمن قومي».