يبدو أن الدولة المصرية لن تفي بوعودها للبنان في ما يتعلق باستجرار الطاقة بأسعار منخفضة. إذ إنه على الرغم من تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك بأنه سيساعد لبنان في موضوع الكهرباء، تبدو الممارسات المصرية مغايرة تماماً. فقد أعلن وزير الطاقة والمياه ألان طابوريان أن مؤسسة كهرباء لبنان أرسلت إلى الجانب المصري رسالة لاستيضاحه طلب خفض أسعار استجرار الطاقة من مصر إلى لبنان. وقال طابوريان لـ«الأخبار» إنه «لا يعرف إن كان هذا المشروع قد أصيب بالفشل، والرد المصري على رسالة مؤسسة كهرباء لبنان سيحسم الشكوك». ولفت طابوريان إلى أن مصر تنتج الطاقة بأسعار منخفضة، و«أستغرب الإصرار المصري على بيع لبنان الطاقة بأسعار مرتفعة جداً، قد تكبّدنا خسائر بملايين الدولارات، مع اعتماد تعرفة الكهرباء الحالية». وأضاف «لا يجب أن تكون هناك أهداف من وراء عرقلة المشروع من قبل الجانب المصري، ولكنني في الوقت نفسه، أستغرب الأسعار التي تطرحها مصر، ولا أعلم الأسباب الكامنة وراء هذا الأمر»!وعن مشروع تزويد الأردن للبنان بالطاقة الكهربائية، أوضح أن هذا المشروع قد يكون حلاً بديلاً عن مشروع استجرار الطاقة من مصر إذا تعذّر الاتفاق على الأسعار، شارحاً أنه «منذ نحو شهرين كانت أسعار النفط مرتفعة وكذلك كلفة الكيلوواط الواحد، وتالياً لم يكن السير بهذا المشروع وارداً. لكن بعد تراجع الأسعار، عاودنا البحث في إمكان شراء الطاقة من الأردن»، لافتاً إلى أن الكمية الممكن استجرارها منه تبلغ نحو 50 إلى 60 ميغاواط «وهي نسبياً ضئيلة، لكونها توازي نحو نصف ساعة تغذية إضافية». موضحاً أن الكمية التي من الممكن استجرارها من مصر قد تصل إلى 450 ميغاواط، إذا أعرب الأردن وسوريا عن عدم حاجتهما إلى هذه الكميات التي تساوي 35 في المئة تقريباً من حجم الطاقة المنتجة في لبنان.
وتابع «بالتالي سيعمل لبنان على صبّ جهده في سبيل نجاح التفاوض مع الجانب المصري، وخصوصاً أن المعمل الأردني يعمل على الفيول المستورد وكلفته عالية، وبالتالي فإن كلفة استجرار الطاقة من الأردن إلى لبنان ستكون مرتفعة هي الأخرى، إضافة إلى كميتها التي تعتبر نسبياً ضئيلة، لكونها توازي نحو نصف ساعة تغذية إضافية».
وعن موضوع وصول الغاز المصري إلى لبنان، في كانون الثاني المقبل، أشار إلى أن هذا الموضوع ينتظر التفاوض المصري ـــــ السوري على الكلفة التي ستدفعها مصر لسوريا، لمرور هذ ا الخط واستخدام أنابيبها. وذكّر بأن الغاز المصري سيصل إلى محطة البداوي، وهي في جهوزية تامة لاستيعابه.
(الأخبار، مركزية)


صندوق عربي لدعم الطاقة

أثنى طابوريان على ما أعلنه وزير الاقتصاد محمد الصفدي من أنه سيجري درس إنشاء صندوق عربي لدعم الطاقة للبلدان غير المنتجة للنفط، في القمة الاقتصادية العربية المقرر عقدها مطلع العام المقبل، في الكويت. وقال «على الدول التي تملك فائضاً دعم لبنان والبلدان الأخرى من خلال تقديم كميات من الطاقة بأسعار مميزة»