لا يتوقف المسؤولون الإسرائيليون عن إطلاق المواقف من عملية السلام وإيران، وذلك منذ انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، والأبرز أمس كان من الرئيس شمعون بيريز، الذي أعلن رفضه للسلام مع سوريا في ظل وجود «قواعد إيرانية» في لبنان
مهدي السيّد
افتتح الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، زيارته إلى بريطانيا التي بدأها أول من أمس، بمواقف عن السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه «يمكن الحصول على سلام شبه شامل ــ باستثناء إيران، حماس وحزب الله ــ في مقابل اتفاق مع السلطة».
وأضاف بيريز، في خطاب في مبنى بلدية لندن، أن «مصر والأردن صنعا السلام مع إسرائيل فحصلا على استعادة كامل أراضيهما. وإذا ما غيّرت سوريا طريقها وأثبتت أنها مستعدة لسلام حقيقي، فهي تعرف ما الذي ستحصل عليه».
غير أنه في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال إن «إمكان التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا مرهون بمدى استعداد دمشق لكبح جماح حزب الله». وأضاف أنه «لا ينبغي على سوريا أن تتوقع انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان، بينما تواصل إيران نشر نفوذها في لبنان بمساعدة دمشق». وتابع «إذا تفهّم السوريون أنه من المحال عليهم استرجاع الجولان والاحتفاظ بلبنان كقاعدة للإيرانيين في الوقت نفسه، عندئذ سيتضح لهم القرار الصائب. ولكن إذا أرادوا استعادة الجولان والتمسك في الوقت نفسه بقواعدهم في لبنان التي هي في الحقيقة قواعد إيرانية، فلن تجد إسرائيلياً واحداً يرضى بوجود إيراني على حدودنا».
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن الرئيس الإسرائيلي قوله إنه على استعداد للتحدث إلى الإيرانيين وفق ما يوصي به الرئيس الأميركي المنتخب، لكنه شدد على أن «المفاوضات يجب أن يكون لها هدف».
بدوره، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس يدلين، في محاضرة علنية في جامعة تل أبيب، إن الردع الإسرائيلي هو الأقوى في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2000، وشخّص وجود فرصة لوقف البرنامج النووي الإيراني بالوسائل السلمية، بفضل انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة والأزمة الاقتصادية الحادة في العالم.
ووصف يدلين الفترة الحالية بأنها «فترة انتظار» لتسلّم الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة والحملات الانتخابية في السنة المقبلة في إسرائيل وإيران ولبنان، فيما مدة ولاية رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سوف تنتهي في كانون الثاني المقبل.
وبخصوص إيران، قال يدلين إنها تواصل السعي بثبات لتحقيق قنبلة نووية في ظل استغلال «الوهن الدولي». وحسب أقواله، فإن الإيرانيين يتقدمون «بحذر شديد، على أقل تقدير، كي لا يثيروا حفيظة العالم قبل أن يقفوا على مسافة قفزة من تحقيق القنبلة».
ولكن يدلين يرى في التطورات الأخيرة جانباً إيجابياً: «أوباما سيعتبر في العالم وسيطاً نزيهاً، بينما الأزمة الاقتصادية ستكبح جماح السلوك الإيراني». وأضاف أنه ليس قلقاً من الحوار الأميركي، الذي «لا يعتبره تصالحاً، مع إيران، لأنه في حال نجاحه، سيؤدي إلى وقف البرنامج النووي، وفي حال فشله سيؤدي إلى إدراك أهمية فرض المزيد من العقوبات عليها».
وفي الموضوع السوري، قدّر يدلين «بأن الرئيس بشار الأسد مستعدّ للتوصل إلى سلام مع إسرائيل إذا أعطيناه مبتغاه». وبتقديره، فإن «سوريا ستحاول الحفاظ على علاقاتها مع إيران حتى وإن بردت في حال توقيعه على اتفاق سلام مع إسرائيل». وقال إن هناك احتمالاً ضئيلاً بنشوب حرب ضد إسرائيل في عام 2009، وأشار إلى احتمالات كبيرة بحصول تصعيد جرّاء اشتباكات موضعية قد تؤدي إلى ردّ إسرائيلي.