لا تنبع الشراكة السياسية بين تسيبي ليفني وإيهود باراك من الحماسة المتبادلة بينهما، بل من ضرورة البقاء. الاتفاق الذي يلوح في الأفق بينهما ليس في الأساس إلا دليلاً على انعدام الثقة
هآرتس ـ ألوف بن
يريد باراك أن يضمن ألا تحاصره ليفني وألا تفاجئه بمبادرات سياسية، بينما تدرك ليفني أن النظام السياسي في إسرائيل يعطي وزير الدفاع حق النقض العملي لقرارات رئيس الحكومة. بناءً على ذلك، تقرر في مسودة الاتفاق الائتلافي، أن كل قرار سيجري عرضه على المجلس الوزاري، يجب أن يحظى بموافقة الطرفين.
تستطيب الشراكة بين خصمين سياسيين، على نحو خاص، للإعلاميين الذي يتمتعون من هذا الوضع للحصول على معلومات يصدرها كل جانب عن نظيره، ولا يوجد أي شك في أن هذا هو الوضع في الحكومة الجديدة؛ فليفني تسير نحو ائتلاف مع الرجل الذي أدى إلى تنحية أولمرت، وفي المقابل، ينضم باراك إلى حكومة برئاسة حزب «كاديما»، الحزب الذي يهدد بتصفية حزب «العمل»، وواحد من الشريكين فقط يمكنه أن يخرج سليماً من هذا الترتيب: إما أن يبتلع «كاديما» «العمل» وإما أن ينجح باراك في تحطيم «كاديما»، ليقف في رأس معسكر يسار الوسط في الانتخابات المقبلة.
هذه هي الخلفية لتوجه ليفني المتكرر إلى بنيامين نتنياهو، في أن ينضم إلى حكومتها. وفي الخطاب الذي ألقته في الأسبوع الماضي، دعت إلى «استقرار اقتصادي وسياسي» وشددت على أهمية «إدارة المسيرة السياسية». والاستقرار السياسي هو كلمة مرادفة لانعدام الفعل السياسي. ويبدو أن ليفني تقدّر أنه لا احتمال لتسوية قريبة مع الفلسطينيين أو مع السوريين، وتفهم أنه سيتعين على حكومتها التصدي للركود، وستجد صعوبة في أن تُري الجمهور إنجازات. في مثل هذا الوضع، من الأفضل لها أن تؤلف «حكومة طوارئ» تركز على الاقتصاد وعلى التهديد الإيراني. ولا ينبغي أن يكون لنتنياهو مشكلة إيديولوجية مع مثل هذه الحكومة.
سيؤدي ضم نتنياهو لحكومة ليفني إلى حل مشاكل عديدة؛ من جهتها، هي ستتمتع بعامين من الحكم، مع تحطيم للمعارضة، والتمتع بوزن مضاد لنفوذ باراك في الحكومة. بل إن مجرد الحديث العابث مع نتنياهو، سيخفض من «سعر» حزب «شاس» في الائتلاف. لكن من ناحية أخرى، فإن باراك أيضاً يريد نتنياهو، ليكون بدوره مضاداً لليفني، لأنه يخشى أن يضع حزب «شاس» المصاعب فيعلق في حكومة يسارية ضيقة.
أما نتنياهو، فيصر على عدم الانضمام إلى حكومة برئاسة ليفني، ولا حتى بصفة منقذ للاقتصاد الإسرائيلي من التسونامي العالمي، وما يهتم به هو محاولة تعزيز اليمين وإقناع «شاس» بأن يُسقط ليفني. وعلى أي حال، اتفاق باراك وليفني يوجب عليه أن يقتنع بأن الانتخابات ليست قريبة، وأن «الليكود» سيبقى كثيراً في المعارضة، إلى أن يجفّ.