بعد ظهور بوادر تقدّم في فرص حل الانقسام الفلسطيني، عاد الوضع إلى التدهور داخلياً حين هاجمت «حماس» قادة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، متهمة إياهم بعرقلة مساعي الحوار
غزة ــ قيس صفدي
شنت حركة «حماس» والحكومة التي تديرها في قطاع غزة، هجوماً عنيفاً على قادة الأجهزة الأمنية، واتهمتهم بـ«التواطؤ» مع الاحتلال رداً على إعلان استخبارات الضفة الكشف عن مختبرات ومستودعات سلاح تعود للحركة الإسلامية في مدينة الخليل.
ونفت «حماس» اتهامات «الاستخبارات بتخطيطها لزعزعة الأمن في الضفة الغربية». ولمحت إلى أن «سلاحها موجه نحو الاحتلال»، مطالبة «بتقديم قادة الأجهزة الأمنية في الضفة للمحاكمة لعملهم حارسَ بوابة أولَ للاحتلال».
وقال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن «ما روجه جهاز استخبارات السلطة من اعتقال عشرات العناصر من حماس كانوا ينوون تنفيذ عمليات ضد السلطة وامتلاك معامل لتصنيع المتفجرات، مجرد فبركات إعلامية».
واتهم برهوم سلطة رام الله بالسعي «لإفشال حوارات القاهرة لإنهاء الانقسام الداخلي عبر ترويج هذه الفبركات»، داعياً إلى «تغيير أمراء الحرب المتنفذين في الأجهزة حتى ينجح الحوار، وضرورة إعادة صياغة الأجهزة الأمنية على أسس وطنية».
بدورها، دعت الحكومة المقالة إلى «تقديم قادة أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى المحاكمة رداً على ممارساتهم بحق الشعب الفلسطيني، وعملهم حارسَ بوابة أول للاحتلال عبر اعتقال المقاومين من كل الفصائل».
وقال المتحدث باسم الحكومة، طاهر النونو، إن «ما تقوم به أجهزة الأمن في الضفة لا يضعها محل شكوك بالتواطؤ مع الاحتلال، بل يضعها محل اتهام حقيقي بضرب عناصر الصمود لشعبنا الفلسطيني». وأضاف: «نؤكد أن هؤلاء الأشخاص، سواء اللواء دياب العلي، قائد الأمن الوطني في الضفة وغيره يجب أن يقدموا إلى محكمة عادلة جراء ممارساتهم بحق شعبنا الفلسطيني».
وذهب ممثل «حماس» في لبنان، أسامة حمدان، أبعد من ذلك في لقاء مع «الجزيرة»، حين اتهم مسؤولي السلطة باختلاق القضية هروباً من استحقاقات الحوار الجاري في القاهرة، وللتغطية على ما يجري من أحداث في عكا.
وكان مدير مخابرات الضفة اللواء عقل السعدي قال إنه «ضُبطت مختبرات ومستودعات لتصنيع وتخزين المتفجرات وكميات من الأسلحة والذخائر في محافظة الخليل خلال الأيام الماضية، تعود لحماس»، لافتاً إلى «اعتقال عدد من أعضاء الحركة الإسلامية على خلفية امتلاك المضبوطات، واعترفوا بالمهمات التي كلفوا بها من قيادات حماس بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في محافظات الشمال».
ميدانياً، قال رئيس الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية، حازم عطا الله، إن «إسرائيل وافقت على مبدأ نشر قوات فلسطينية إضافية في مدينة الخليل»، إلّا أنه لم يُحدّد موعد.
وفي إطار الانقسام والخلاف بين «فتح» و«حماس»، أشار استطلاع للرأي إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيفوز في حال إجراء انتخابات رئاسية بمنافسة إسماعيل هنية.
وإذا كان عباس وهنية المرشحين الوحيدين لمثل هذه الانتخابات، فإن عباس سيحصل على 43.3 في المئة من الأصوات، في مقابل 23.5 بالمئة لهنية، بحسب استطلاع لمركز القدس للإعلام والاتصال.
ويشير استطلاع الآراء إلى أن 51.4 في المئة من الفلسطينيين يؤيدون تنظيم انتخابات عامة مع نهاية ولاية المجلس التشريعي في كانون الثاني2010 في مقابل 36.5 في المئة يؤيدون تنظيم انتخابات رئاسية في كانون الثاني 2009. ويظهر الاستطلاع أن «فتح» هي التي تحظى بـ«ثقة أكبر» بين الفلسطينيين بـ 30.5 في المئة من الأصوات في مقابل 16.4 في المئة لـ«حماس».