باراك بحث «المبادرة السعوديّة» مع ليفني: نفكّر في الردّ عليها
أظهرت التقارير الإعلامية الإسرائيلية شغفاً مفاجئاً لدى المسؤولين الإسرائيليين بالمسارات التفاوضية، فكشفت عن طلب أيهود أولمرت من الروس ممارسة الضغط على السوريين لاستئناف المحادثات، وإعلان إيهود باراك أن الوقت قد حان لبحث السلام الإقليمي، وقرب زيارة شمعون بيريز إلى مصر للغاية نفسها

مهدي السيّد
كشف المحلل السياسي لصحيفة «معاريف»، بن كسبيت، أمس عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، ناشد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في لقائهما في موسكو قبل نحو أسبوعين ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لاستئناف مسار المحادثات مع إسرائيل.
وأضاف كسبيت أنه «تبيّن من التقارير التي وصلت إلى إسرائيل عن محادثات أولمرت ـــ مدفيديف أن أولمرت مارس على الرئيس الروسي الضغط وطلب منه أن ينقل رسالة إلى الرئيس السوري تفيد بأنه يمكن التوصل إلى تسوية في غضون وقت قصير».
وبحسب التقارير، فإن الرئيس الروسي قال إن «السوريين يفضّلون انتظار التغيير في الإدارة الأميركية، قبل استئناف المفاوضات وتحقيق الاتفاق». فأجابه أولمرت «إن هذا خطأ، إذ يمكن التوصل إلى صفقة حتى في عهد الإدارة الحالية في واشنطن، وكذلك في عهد الحكومة الحالية في القدس». وبحسب رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإنه «لمن الخسارة إضاعة الوقت حتى استقرار الإدارة الأميركية الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يستغرق وقتاً طويلاً حتى منتصف عام 2009».
مضمون التقارير دفعت كسبيت إلى الاستنتاج بأنه «يمكن الفهم من أقوال أولمرت إن إدارة جورج بوش، التي أظهرت شكوكاً وريبة كبيرة تجاه السوريين في السنوات الأخيرة، ستكون مستعدة لإعطاء ضمانات والمشاركة في اتفاق يتحقق بين دمشق والقدس».
وفيما أشار كسبيت إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان الروس قد نقلوا رسالة أولمرت، لفت إلى أن «ما هو واضح وما يُفهم من هذه التطورات هو أن أولمرت يعتقد بأنه ما دام في منصبه، فليس لديه مشكلة لمواصلة المسيرة السياسية، بل وربما إلى درجة تحقيق تسوية سياسية».
ونقل كسبيت عن أولمرت حرصه، في محادثات مغلقة، على القول إنه «كون الحديث لا يدور عن تغيير مفاجئ في مواقفه أو في برنامجه الانتخابي، وبما أن مساري السلام اللذين يحاول التقدم فيهما معروفان للناخب حتى قبل الانتخابات، فإنه يرى نفسه كرئيس وزراء شرعي حتى اللحظة الأخيرة وسيواصل محاولة حث المفاوضات في القناتين وفقاً لذلك».
وفي السياق، نقلت «هآرتس» عن وزير الدفاع إيهود باراك قوله إن «إسرائيل تفكر بجدية بالعودة إلى المبادرة السعودية التي تقوم على السلام بين إسرائيل والعالم العربي، في مقابل إعادة المناطق التي احتلت في عام 1967». وقال إنه «يحتمل أن يكون الزمن قد حان لبحث سلام إقليمي بعد محاولات المفاوضات مع سوريا والفلسطينيين والتي لم تتقدم بالشكل المرغوب فيه».
وقال باراك، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه «بالتأكيد يوجد مجال لعرض خطة إسرائيلية واضحة بالنسبة إلى المبادرة السعودية تكون أساساً للمداولات على سلام إقليمي». وأضاف بأنه «تحدث عن المبادرة السعودية مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وأن إسرائيل تفكر في كيفية الرد عليها». وأشار أيضاً إلى «المصلحة المشتركة والعميقة لإسرائيل ولزعماء العالم العربي في وقف التطلّعات النووية لإيران وتقييد نفوذ حزب الله وحماس».
وفي ما يتعلق بالمسار الفلسطيني، قال باراك إنه «إذا لم يتحقق اختراق سياسي مع الفلسطينيين حتى نهاية هذا العام، فسيتحمل الفلسطينيون مسؤولية ذلك». وأضاف أنه «في الجانب الفلسطيني، لم ينضج حتى الآن الإدراك بأنه يتعين التوصل إلى قرارات مؤلمة». وبحسب كلامه، يُحتمل أن لا تكون القيادة الفلسطينية قادرة على اتخاذ القرارات، على خلفية الوضع في قطاع غزة.
في هذه الأثناء، أعلنت المتحدثة باسم الرئاسة الإسرائيلية، إيلات فريش، أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز سيعقد الخميس لقاء قمة مع نظيره المصري حسني مبارك في شرم الشيخ.
في سياق آخر، توقفت صحيفة «هآرتس» عند مشاركة الأمير تركي الفيصل، الذي شغل في الماضي منصب مدير الاستخبارات في السعودية، في أحد المؤتمرات إلى جانب شخصيات إسرائيلية وعرضه اقتراحاً لأساس التسوية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأعرب الفيصل، في المؤتمر الذي نظمه معهد «أوكسفورد للأبحاث» بمشاركة شخصيات فلسطينية وإسرائيلية وعربية، عن تأييد السعودية لتحقيق السلام والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن بين الشخصيات الإسرائيلية التي شاركت، المدير العام السابق لديوان رئيس الوزراء ووزارة الخارجية آفي جيل، ورئيس مجلس السلام والأمن اللواء احتياط داني روتشيلد، والمستشرقان البروفيسور ايل فوده والدكتور ماتي شتاينبرغ، المستشار السابق لرؤساء «الشاباك».