رأى وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، أمس، أن الخلافات بين الرياض ودمشق هي ضمن «أسرة واحدة وإن شاء الله تنتهي قريباً»، مشيراً إلى عدم وجود حاجة لوساطة بينهما.وقال الفيصل، في مؤتمر صحافي مشترك مع المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في الرياض أمس، إن «العلاقات بين البلدين قائمة وستستمر، وهي لا تحتاج إلى وساطة. وإذا كانت هناك خلافات فهي خلافات بين أسرة واحدة، وإن شاء الله تنتهي قريباً وتعود المياه إلى مجاريها».
رحّب الفيصل بالاتفاق السوري ـــ اللبناني على إقامة علاقات دبلوماسية، معتبراً أن هذه العلاقات تشكل «خطوة إلى الأمام ستؤدي إلى إقامة جسور الثقة بين البلدين». وأشار إلى أن الرئيس ميشال سليمان لم يتحدث خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية عن وجود حشود أو تهديدات عسكرية للبنان من قبل سوريا.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد قال الأحد في أبو ظبي إنه لا تقدّم على مستوى العلاقات السورية ـــ السعودية التي تراجعت، وخصوصاً بسبب الأزمة السياسية في لبنان.
وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين ومحلّلين قولهم إن السعودية ترى أن سوريا لم تقدّم ما يكفي لتستحق الانفتاح الدبلوماسي الغربي، وتخشى من ألّا يؤدي التقارب الدولي إلى قطع ارتباطات دمشق مع طهران. وأضافوا «إن الحقد السعودي تجاه سوريا ورئيسها (بشار الأسد) يعمي عيونهم عن احتمالات فتح حوار مع دمشق».
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي مقيم في الرياض قوله إن «الكراهية الموجودة في السعودية تجاه سوريا هائلة». وأضاف أن الملك عبد الله يقول إن «الرئيس السوري حنث بقسمه، رغم أننا لا نعلم ما هو القسم». وتابع أن «العرب والحكومات الأجنبية قلّلوا من تقدير الأسد»، الذي استطاع تدريجاً فك العزلة عن بلاده، والذي تجلّى أخيراً بزيارات المسؤولين الأوروبيين، وفي مقدّمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وفي هذا الإطار، يرى السعوديون، بحسب المحلل المقرّب من الرياض مصطفى العاني، «أن سوريا لا تستحق كسر العزلة عنها». وأضاف «يعتقدون (السعوديون) أنّ من المبكر جداً كسر العزلة». وتابع «الضغط على سوريا غير كافٍ، والتصرفات السوريّة لا تستحق هذا التغيّر». وأشار إلى أن السعوديين يرون «أنه من المبكر جداً مكافأة سوريا».
(أ ف ب، رويترز)