التطبيع مع المحتلّ يبدأ بالثقافة والتعليم والفنون والرياضة ليصل إلى السياسة والعسكر. قاعدة استعمارية كلاسيكية تجهد الولايات المتحدة لتطبيقها حالياً في العراق
بغداد ــ الأخبار
لأنّ القاعدة لا تُطبَّق بحذافيرها إلا إذا تضمّنت البنيتين التحتية والفوقية لأي مجتمع، فإنّ واشنطن بدأت بتطبيق برنامجين بالتلازم: الأوّل يهدف إلى ربط القطاع التربوي العراقي بالمناهج والمؤسسات الأكاديمية الأميركية، والثاني يقوم على تسلّم حلف شمالي الأطلسي مهمات تدريب الكوادر العسكريين العراقيين.
وأعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون التعليم والثقافة، غولي آمري، أمس، قرب موعد إرسال 10 آلاف طالب عراقي إلى الولايات المتحدة للدراسة بموجب خطّة شاملة، لم تتردّد في التشديد على أنّها تقوم على «اكتشاف طرق جديدة لربط قطاع التعليم العراقي بالولايات المتحدة، حيث جرت اجتماعات ونقاشات كثيرة لهذه الغاية». وأوضحت آمري سبب زيارتها إلى العراق، وهو إطلاق برنامج «مشروع الإرث العراقي الثقافي». وأشارت الدبلوماسية الأميركية إلى أنّ أحد أهداف البرنامج الذي بوشر العمل به هو «وضع النظام الجامعي العراقي مع نظيره الأميركي، وأن يكون الطلاب من البلدين على اتصال ويتبادلون وجهات النظر». وأوضحت آمري أن حكومتها «لا تركّز على الوضع الأمني في العراق فقط، بل على أمور كثيرة، منها التعليم والأمور الثقافية والاقتصادية». بالتزامن مع هذه الخطّة، أعلنت بعثة منظمة حلف شمالي الأطلسي في العراق، أن 16 من كبار القادة من وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين، بدأوا بتطبيق دورة تدريب القادة الكبار في المركز الحربي المشترك في ستافانكار في النروج. وذكرت البعثة، في بيان أمس، أن هذه الدورة التخصصية وُضعت ودُعمت «من أجل تعريف المسؤولين الكبار من الجيش والشرطة والحكومة بالمفاهيم العسكرية الحالية وبمبادئ القيادة العملياتية». وأضاف البيان «سوف يطوّر كبار المسؤولين الأمنيين العراقيين من معرفتهم الحالية بمبادئ الأمن الدولي، وبهيكلة منظمة حلف شمالي الأطلسي وتنظيمها، وبقانون الصراع المسلّح والقيادة وإجراءات القيادة والسيطرة والاتصالات الداخلية والعمليات اللاحقة ودور الإعلام في المجتمع الديموقراطي». ولأنّ هذه الاستراتيجية ليست بجديدة، فقد أوضح البيان «الأطلسي» أن المنظمة الغربية «بدأت بدعم تدريب قوات الأمن العراقية في بلدان منظمة حلف شمالي الأطلسي منذ عام 2004، وخصوصاً في روما وفي أوبيرامي غاو في ألمانيا». وختم البيان بتأكيد وجود برامج دعم أطلسية أخرى تشمل الكلية العسكرية العراقية، وكلية الأركان المشتركة في الرستمية، وكلية الدفاع القومي العراقي وتدريب الشرطة الوطنية.