رفعت إسرائيل من وتيرة مطالبتها بانتقال المحادثات مع سوريا إلى محادثات مباشرة في مقابل إصرار سوري على صيغتها الحالية إلى حين استبدال الإدارة الأميركية
علي حيدر
شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمس على أن تحقيق تقدم في المحادثات السورية ـــــ الإسرائيلية سيتحقق فقط بعد انتقالها إلى مباشرة وسرية «وتكون بعيدة عن أعين الجمهور بداية، على أن تصبح علنية لاحقاً».
وقال باراك، خلال اجتماع عقده مع رؤساء فروع حزب «العمل» الإسرائيلي في مقرّه في تل أبيب، إن «الأساس في التسوية مع سوريا هو في المحافظة الدقيقة على المصالح الأمنية لإسرائيل». وأضاف إنه «سيطالب الجانبين بالتحلّي بالشجاعة من أجل اتخاذ قرارات وقدرة على تنفيذها لنتمكن فعلاً من التوصل إلى اتفاق».
بدوره، رأى الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، خلال وجوده في تشيرنوبيو شمال إيطاليا، أنه «لا بديل عن إجراء مفاوضات مباشرة بين سوريا وإسرائيل». ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى التوجه للجمهور الإسرائيلي وكسب ثقته «كما فعل (الرئيس المصري أنور) السادات والملك حسين» عبر المجيء إلى القدس المحتلة ودعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى دمشق، «إذا كان جاداً في السلام أو في رغبته باختراق دائرة الحقد والشكوك بين الإسرائيليين والسوريين».
وفي السياق، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين إشارتهم إلى «احتمال انتقال المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركيا إلى محادثات مباشرة بوساطة الإدارة الأميركية الحالية». لكن مصدراً سياسياً إسرائيلياً رسمياً، فضّل عدم ذكر اسمه، قال لـ«يونايتد برس انترناشونال»، «لا أريد الدخول في تكهنات عمّا إذا كان شكل المحادثات سيتغير، وأنا لا أستطيع الخوض في هذا الأمر».
وأضاف المصدر الإسرائيلي أنه «تجرى اتصالات لتحديد موعدٍ لجولة محادثات أخرى بوساطة الأتراك، ونحن لا نزال مهتمين في استمرار المحادثات مع نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق».
لكن «يديعوت أحرونوت» ذكرت أن مكتبي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اتفقا خلال اتصالات بينهما على استئناف المحادثات بعد أسبوعين.
بدورها، وصفت صحيفة «هآرتس» القمة الرباعية التي عقدت في دمشق وجمعت سوريا وفرنسا وقطر وتركيا بأنها «أحد أهم الأحداث الدبلوماسية في المنطقة منذ فترة». وأضافت أن «الأمر لا يتعلق فقط بالموقع الجديد الذي اكتسبه الرئيس الأسد بفضل التغيير في سياسة فرنسا، بل بفرصة استراتيجية جديدة».
ولفتت «هآرتس» إلى أنه «هذه المرة لا يمكن إسرائيل أن تأخذ على فرنسا موقفها لأنها هي أيضاً غيّرت سياستها من خلال بدء مفاوضات غير مباشرة مع سوريا». وأشارت إلى أن «المهم هو أن الحوار مع سوريا وفّر فرصاً جديدة كبيرة».
وأقرّت الصحيفة بأنه «لا يجب تجاهل المخاوف والشبهات التي يطرحها معارضو الحوار مع سوريا»، وضرورة الفحص الجيد للثمن الذي سيتعين على إسرائيل أن تدفعه في مقابل اتفاق مع دمشق. لكنها أكدت أن «مكان هذه الأمور يأتي عندما تبدأ المفاوضات المباشرة ويتّضح للجمهور في إسرائيل، الذي يفهم بأنه سيتعيّن على إسرائيل أن تنسحب من هضبة الجولان، كامل المقابل الذي سيتلقاه».
ورأت الصحيفة أن «العائق الآن في وجه استمرار الحوار، هو من جانب إسرائيل بالذات، انطلاقاً من أن أولمرت، الذي بادر إلى الحوار، يوشك على انتهاء مهمات منصبه، ومن أن مكانة من عيّنه لإدارة المفاوضات عملياً، غامضة».
ودعت الصحيفة مرشّحي «كديما» في الانتخابات التمهيدية ورئيس الوزراء وكل المشاركين في الائتلاف إلى اتخاذ موقف واضح من مستقبل الحوار. وتساءلت «هل بإمكان المواطن الإسرائيلي أن يأمل بنتائج إيجابية على الصعيد الدبلوماسي لإنهاء الحرب الطويلة مع سوريا وحلفائها في لبنان؟».