اكتفى رئيس المجلس النيابي بوصف قرار تمييز بيروت كهربائيا بانه «قرار مكهرب»، للدلالة على ابعاده السياسية
خرج رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أمس بنبرة المنتصر، ليقول أمام الصحافيين بعد أداء صلاة الجمعة في السرايا الحكومية «إن تغذية العاصمة بيروت بالكهرباء ستعود إلى ما كانت عليه قبل 14 أيلول»، طبعاً، لم يأتِ على ذكر مسألة «المساواة» بين المواطنين، فالحكومة غير معنية بهذا الشأن، مكتفياً بتكرار مبرّرات هذا القرار، إذ إن «بيروت هي العاصمة وتتركّز فيها الحركة الاقتصادية الأساسية، ويجب أن تعطى أفضلية في التغذية».
هذا الموقف دفع بعضو تكتل التغيير والإصلاح النائب عباس هاشم للتعليق بالقول: «من المؤسف أن يكون رئيس السلطة التنفيذية هو المسبب للتحريض الطائفي والمذهبي، فتيار المستقبل والرئيس السنيورة استعملا قضية الكهرباء بطريقة عنصرية وطبقية، فشعرت المناطق اللبنانية بأنها لا تنتمي إلى هذه البيئة الجغرافية، وهما يعتقدان أنهما يؤذيان الوزير الان طابوريان بهذا الأمر، ولكن ذلك سيرتدّ سلباً عليهما لأنهما ظهرا أنهما يمنعان بعضاً من العدالة عن المناطق الأخرى بزيادة ساعة تقنين واحدة إضافية على بيروت أي يصبح التقنين 4 ساعات بدلاً من 3 ساعات في بيروت، ما يسمح بتغذية باقي المناطق 3 ساعات إضافية».
بدوره تطرّق وزير الاتصالات جبران باسيل إلى هذه المسألة، منتقداً ما وصفه بـ«الفوقية» التي يتعامل بها بعض المسؤولين السياسيين. وقال إن موضوع الكهرباء لا يمكن تجزئته، فإذا منحنا بيروت تغذية بالتيار الكهربائي أكثر من غيرها من المناطق، فإننا «لا ننصف بيروت، بل نعاقب بقية المناطق»، ورأى أن العاصمة لها وضعها الخاص في كل بلدان العالم، ولكن المواطنين في العاصمة لا يتميزون عن بقية المواطنين، ومقدمة الدستور واضحة في الفقرة (ج) بالحديث عن المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمايز أو تفضيل. «هذا يجب أن يكون منطلقنا للتعامل مع المسألة، لا أن يُفسر موقف وزير الطاقة على أنه اجتياح لبيروت واستكمال للسابع من أيار وتطبيق حكم على عاصمة لبنان وكيدية سياسية»، وأضاف «كي لا تتخذ القضية أبعاداً طائفية، فما الفرق بين مواطن في منطقة الأشرفية وسن الفيل؟ هل هو خط النهر الذي يحدّد الحركة والامتياز لمواطن على حساب آخر؟.
(الأخبار)