أيمن فاضليرصد المؤشر الذي تعده «الأخبار» حركة أسعار الخضار المكوّنة لصحن الفتوش، وقد أظهر المؤشّر هذا الأسبوع انخفاضاً في كلفة الصحن بنسبة طفيفة عن الأسبوع الماضي، وشمل الانخفاض 5 مناطق، ووصلت الكلفة الأدنى إلى 1170 ليرة في الضاحية الجنوبية، ولكن ذلك لم يؤثّر بتاتاً على هامش الكلفة في منطقتي البقاع الأوسط وبعلبك، التي بقيت الأسعار فيهما عند المستوى الأعلى الذي بلغ 1800 ليرة في البقاع الأوسط، و1700 ليرة في بعلبك، فيما تساوت بيروت والنبطية بكلفة بلغت 1200 ليرة، وحلّت صيدا بعدهما مباشرة بكلفة بلغت 1370 ليرة، وهي كلفة أدنى من السعر الأساس البالغ 1390 ليرة، والمأخوذ في 13/ 8/ 2008، فيما ارتفعت كلفة الصحن المعدّ في منطقة طرابلس 100 ليرة عن الأسبوع الماضي، وذلك بعد عودة ارتفاع أسعار البقولات لتبلغ كلفة الصحن 1300 ليرة، وتساوى معدّل الأسعار الحالي لجميع المناطق مع سعر الأساس بكلفة هي 1390 ليرة لبنانية.
خبأ الأسبوع الثالث من شهر الصيام انخفاضاً عاماً حتى عن السعر الأساس، فانخفضت أسعار 3 سلع من أصل 11 سلعة، إذ انخفض سعر كيلو البندورة من 900 إلى 592 ليرة بنسبة 34.2 في المئة، وكيلو الخيار من 1000 ليرة إلى 857 ليرة بنسبة 14.3 في المئة، ووصل الانخفاض إلى ذروته مع انخفاض سعر كيلو الحامض من 3500 ليرة إلى 2071 ليرة بنسبة 40.8 في المئة، فيما استمر سعر الخس على الحال التي سجّلها طيلة الفترة الماضية والتي تقارب 1000 ليرة، وسجّلت بيروت على هذا الصعيد أدنى معدّل أسعار بلغ 750 ليرة، فيما بقي الارتفاع عن سعر الأساس على أوجه بنسبة بلغت 141 في المئة، فيما احتفظت باقة النعنع بالمرتبة الثانية فوصلت نسبة الارتفاع عن السعر الأساس 105.6 في المئة، تلى هذه الهوامش المرتفعة في نسب التغيير ارتفاع سعر باقة البقلة بنسبة 77.2 في المئة وباقة الفجل بنسبة 68.4 في المئة، وسعر باقة البصل الأخضر بنسبة 68.3 وباقة البقدونس بنسبة 42.6 في المئة، ما جعل نسبة الارتفاع في سعر كيلو الثوم بهامش 15.5 في المئة يبدو مقبولاً!
أمّا هوامش التغيير عن الفترة الأولى من رمضان، فأظهرت بوضوح انخفاضاً عاماً في الأسعار، انسحب على 8 سلع، وارتفاعاً طفيفاً في أسعار 3 أخرى، ووصل الانخفاض في حده الأقصى على سعر باقة الفجل بنسبة 44.6 في المئة، ثم كيلو الخيار بنسبة 38.78 في المئة، ثم كيلو البندورة بنسبة 30.3 في المئة، كما انخفضت أسعار باقي البقولات فبلغت نسبة الانخفاض على باقة البقلة 22 في المئة، وباقة النعنع 18.4 في المئة، والبقدونس 8.9 في المئة، فيما ارتفعت أسعار الفليفلة بنسبة 24 في المئة، والثوم بنسبة 15.5 في المئة، والبصل الأخضر بنسبة 7 في المئة.
شهدت سوق الجملة في بيروت حركة بيع ضخمة في الأيام التي سبقت بدء شهر الصيام، واستمرت هذه الحركة لمدة أسبوع بعد حلول الشهر، لكن محمد عواد، وهو تاجر خضار في السوق، يقول إنه لاحظ انخفاضاً تدريجياً مع نهاية الأسبوع الأول في حجم مبيعاته، واستمر هذا الانخفاض التدريجي يومياً حتى لامس حجم المبيع في اليومين الأخيرين ما كان عليه قبل رمضان، لكنه يجزم في المقابل بأنه حقق هوامش أرباح كبيرة، مشيراً إلى أنه لم يتلف أي كمية تذكر من الخضروات، إضافة إلى أنه باعها بهوامش أرباح «أعلى من العادة». ويقول اليوم إنه عاد للبيع بهامش ربح قريب من الذي كان ما قبل بدء رمضان، مشيراً إلى أن السلعة الوحيدة التي لم ينخفض مبيعها عن أول رمضان ولم ينخفض سعرها هو الخس، ملاحظاً أنها السلعة الأساسية في أي صحن فتوش أو سلطة، فيما يشير إلى أن أسعار الحامض قابلة للانخفاض بشكلٍ أكبر بعد رمضان، لأن سعر الجملة حالياً بات أقل بكثير من سعر المفرق، متحججاً بأن ما يرفع الأسعار لديه هو عامل العرض والطلب، أمّا محمود الصمد، وهو تاجر في سوق الحسبة في طرابلس، فيقول إنه لم يبع إلّا في الأيام الثلاثة الأولى من رمضان، واصفاً السوق بأنه «جامد» على الرغم من الانخفاض الكبير في الأسعار، متسائلاً: كيف عادت هوامش البيع إلى حالٍ شبيهة بما هي عليه في الأيام العادية؟ وما هو الطبق الذي يعتمده الصائمون بديلاً عن صحن الفتوش؟
انخفضت كلفة «جاط الفتوش» من 15 ألف ليرة مع بداية رمضان إلى ما يتراوح بين 8000 ليرة و10000 ليرة اليوم، هذا الانخفاض تراه أم حنان التي كانت تشتري خضار الفتّوش في سوق البسطة، غير كافٍ، فتشير إلى أن كلفة الفتوش وحده مساوية لكيلو اللحم، وتحمّل السلطة مسؤولية تفلّت الأسعار، وترى أن «التجّار يسرقوننا» لكنها تعود وتقول إن الوضع أفضل ممّا كان عليه في بداية رمضان.