مهدي السيد«نهاية عهد أولمرت» هو العنوان الذي أعطته وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس لاستقالة رئيس الوزراء من منصبه. وفيما شُغلت محطات التلفزة بالتغطية الجارية للحدث، مقرنة ذلك بتحليلات عن السيناريوات التي يمكن للأمور أن تتطور وفقها، اختارت الصحف الإسرائيلية تناول المسألة من زاوية التساؤل عن فرص تسيبي ليفني في النجاح في مهمتها الجديدة كمرشحة لرئاسة الوزراء.
صحيفة «هآرتس» قالت، في افتتاحيتها، إن «التاريخ الإسرائيلي يثبت أنه لا يمكن التنبّؤ بمدى نجاح رئيس الوزراء حسب سجله الخاص، سواء كان امرأة أو رجلاً، مدنياً أو عسكرياً». ورأت أن ليفني تملك «تفويضاً لأن تحاول، سواء عبر تأليف حكومة جديدة أو الذهاب نحو الانتخابات كزعيمة كديما».
من جهتها، رأت صحيفة «معاريف» أن لرئيسي حزب «العمل» إيهود باراك، و»الليكود» بنيامين نتنياهو، مصلحة في إفشال ليفني، كلّ لأسبابه السياسية الخاصة. وكتب كبير المعلّقين السياسيين في الصحيفة، بن كسبيت، أنه يتعيّن على ليفني في مواجهة ذلك أن تناور من أجل التفرقة بين «خصمي الأمس كي تسود عليهما في الغد». ورأى الكاتب أن نجاح ليفني في تأليف حكومة جديدة سيكون دليلاً على أنها تعرف كيف تلعب الألعاب الكبيرة، وإلا فإنها ستكون على محك الاختبار في الانتخابات العامة التي ستقدمها أمام الجمهور في صف خيارات أخرى هي باراك ونتنياهو وأفيغدور ليبرمان.
بدورها، انتقدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تآمر باراك وأولمرت من أجل إفشال ليفني. ورأى ناحوم برنياع، كبير محرري الصحيفة، أن السبب وراء ذلك يكمن في أن «البنين غير مستعدين لأن يقبلوا في لعبتهم البنت. فهي بنت أكثر مما ينبغي بالنسبة إليهم». وأضاف الكاتب «باراك، الذي فعل حتى هذا الأسبوع كل ما في وسعه كي يقصّر عهد أولمرت في رئاسة الوزراء، يفعل الآن كل ما في وسعه لكي يطيل ولاية أولمرت». وتابع «هو ونتنياهو سيحرصان على تأجيل موعد الانتخابات قدر الإمكان، وتالياً ستكون لنا حكومة انتقالية برئاسة أولمرت من دون أغلبية في الكنيست، مع لائحة اتهام، مشلولة لمجرد تعريفها، ولكن لا أهمية لكل ذلك. المهم أن تذوب تسيبي».
وخلص الكاتب إلى أن «كل هذا كان يمكن له أن يكون مسلياً جداً لو لم تكن إسرائيل تقف أمام مشاكل وجودية، بدءاً بالأزمة الاقتصادية العالمية، مروراً بالنووي الإيراني والمفاوضات مع سوريا ومع أبو مازن، وانتهاءً بالتقدير بأنه بدءاً من كانون الثاني ستقوم حماس باضطرابات في المناطق الفلسطينية».