Strong>مقتل 5 فلسطينيّين في تفجير نفق و«تجمّع الأهالي» يتّهم مصر بشنّ حرب على غزّةحدّد رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنيّة، أمس، نهاية فاشلة للحوار الفلسطيني المرتقب في القاهرة، على اعتبار أن الطرف الآخر يحمل «سكيناً خلف ظهره»، وذلك بالتزامن مع تحديد الأسبوع الأوّل من شهر تشرين الثاني المقبل موعداً للحوار الفصائلي الشامل في العاصمة المصريّة

غزة ــ قيس صفدي
شدّد رئيس الحكومة الفلسطينيّة المقال، إسماعيل هنيّة، على أن طريق الحوار الوطني الذي تستضيفه القاهرة «معطل وغير سالك ويواجه تحديات كبيرة، ولا توجد إشارات حقيقية على جديته»، فيما أبدى التزام الحكومة التي تديرها حركة «حماس» في غزة باتفاق مكة الذي رعته السعودية.
وقال هنية، خلال لقاء جماهيري نظمته حركة «حماس» في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ليل الثلاثاء الأربعاء، «إن المعوقات التي تعترض طريق الحوار كبيرة وغير مبشّرة»، لافتاً إلى أن «ما يجري على الأرض في قطاع غزة والضفة الغربية يشير إلى أن طريق الحوار غير سالك ويواجه تحديات كبيرة». وتساءل: «ما ثمرة الدعوة إلى الحوار وهناك تفجيرات وإضرابات ومنع لدخول جوازات السفر، والتفكير بإعلان قطاع غزة إقليماً متمرداً؟».
واتّهم هنية فريق السلطة في رام الله بعدم الجدية في الحوار. وقال «إن هناك يداً تطلب الحوار، ويداً أخرى تطعن بالخنجر من الخلف»، مضيفاً «لن نذهب إلى حوار في ظل هذه الأوضاع، ويجب تهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الحوار». وتابع «إن أيدينا ممدودة وبصدق للحوار والوحدة الوطنية (بغية) لمّ الشمل الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة».
وقال هنية إن «هناك مؤامرة كبيرة تعرّض ويتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بهدف تركيعه وكسر إرادته وصموده»، مشدداً على أن «المقاومة لن تسقط مهما كلفنا ذلك من ثمن»، مبشّراً سكان غزة بأنهم على «أعتاب مرحلة انهيار الحصار».
تشاؤم هنية من حوار القاهرة لم يعكسه في رسالة وجّهها إلى ملك السعودية عبد الله لتهنئته في ذكرى اليوم الوطني الثامن والسبعين للمملكة، أبدى فيها تمسك الحكومة التي يرأسها والتزامها باتفاق مكة.
وقال هنية «إننا ما زلنا نؤكد لكم التزامنا باتفاق مكة كأساس للحل والصمود الفلسطيني، ونؤكد لكم أيضاً حرصنا على إبقاء علاقاتنا قوية وراسخة معكم بما يخدم مصالح شعبنا وأمتنا». وعبّر عن تقديره «للمواقف الشهمة التي أظهرتها المملكة العربية السعودية من خلال وقوفها إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني طوال مسيرتهم الصعبة الشاقة من أجل التحرر من الاحتلال».
وفي سياق منفصل، اتهم تجمّع أهالي ضحايا الأنفاق في غزة قوات الأمن المصرية بشن «حرب همجية» على سكان غزة المحاصرين، عقب مقتل خمسة فلسطينيين في انهيار نفقين مخصّصين للتهريب أسفل الحدود الفلسطينية ـــــ المصرية في مدينة رفح.
وأعلنت مصادر طبية وأمنية فلسطينية مساء الثلاثاء مقتل مصطفى النجار، وأحمد النجار، وخالد النجار، وعمر برغوت، في نفق واحد جراء تفجيره من جانب الأمن المصري، بينما قتل رياض العقاد في انهيار نفق آخر. وأكد تجمّع أهالي ضحايا الأنفاق أن قوات الأمن المصرية تعمّدت تفجير النفق وهي تعلم أن بداخله أشخاصاً.
وبحسب التجمع، فقد ارتفع عدد ضحايا الأنفاق منذ بداية العام الجاري إلى 45 مواطناً، اضطرّتهم ظروف العيش الصعبة في ظل الحصار إلى العمل في التهريب عبر الأنفاق.
وشدد تجمع أهالي ضحايا الأنفاق على أن «مؤامرة الأمن المصري باتت مكشوفة للجميع وتهدف إلى نيل الرضى من الاحتلال الذي يخضع له كلياً». وهدد التجمع بأنه «لن يقف مكتوف الأيدي وسيتحرك عربياً وعالمياً لفضح جرائم أبناء جلدتنا»، مطالباً «فصائل المقاومة بعدم التزام الصمت أمام جرائم المصريين». ورأى أنه «من الأولى محاربة من يطعننا في الظهر قبل التفرغ لمقارعة الاحتلال».

واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة مراراً مصر بالتلكؤ في معالجة مشكلة الأنفاق، بين قطاع غزة ومصر، المستخدمة في تهريب الأسلحة والطعام والوقود والدخان إلى القطاع المحاصر. في المقابل، يحمّل الفلسطينيون الأمن المصري مسؤولية انهيار الأنفاق.
(أ ف ب)