«حماس» تهدّد باستشهاديّينغزة ــ قيس صفدي
واشنطن ــ محمد سعيد
يبدو أن حركة «حماس» قد لجأت إلى خيار التصعيد العسكري، في ظل الضغوط التي تواجهها من كل حدب وصوب. وهي دعت إلى التخطيط لعمليات استشهاديّة في القدس المحتلة، تزامناً مع تجديد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، الإعراب عن تشاؤمه من الحوار، في وقت دخلت فيه إيران بقوة على خط الانقسام الداخلي، معلنة أن إجراء الانتخابات هو السبيل الوحيد لحل المشاكل الفلسطينية، رغم إصرار «حماس» على رفضها.
وطالب القيادي في «حماس»، أحمد أبو حليبة، خلال تظاهرة نظمتها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة بمناسبة «يوم القدس العالمي» أمس، الفصائل الفلسطينية بـ«التخطيط لعمليات استشهادية في القدس لوقف العدوان الإسرائيلي».
وشدّد أبو حلبية على «ضرورة التحرك العربي والإسلامي لفضح ممارسات العدو، ووقف المفاوضات العبثية غير المجدية مع العدو الصهيوني، التي تجري في مدينة القدس»، مؤكداً أن «العدو يستغلّ هذه المفاوضات في الإمعان في عدوانه على الأقصى».
من جهته، أكد القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، خضر حبيب، أن «الخلاص مما نعانيه يكمن في إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية لمواجهة العدو».
بدوره، جدّد هنية الإعراب عن تشاؤمه إزاء الحوار الوطني المرتقب في القاهرة، قائلاً إنه «لا يزال في مرحلة استكشاف المواقف، وسيصل وفد حماس إلى القاهرة بعد إجازة عيد الفطر حاملاً معه كل التصوّرات». وأكد أنه «لا حوار يمكن أن ينجح تحت سيف الشروط أو التهديد أو المحاكمات، فإما حوار بإرادة فلسطينية وعربية حقيقية أو فلا حوار، والعرب يعرفون أن سبب تعطيله ليس فلسطينياً بل الفيتو الأميركي».
وقال هنية إن «هناك تياراً فلسطينياً لا يريد حواراً حقيقياً بل على قاعدة الشروط: إما أن نأتي أو لا نأتي. هذا ما لا نقبله ونحن ذاهبون للحوار بعقول وقلوب مفتوحة». وأشار إلى الخطر الحقيقي الذي يواجهه «المسجد الأقصى جراء استمرار الحفريات والتهويد والاستيطان».
وفي السياق، شدّد المتحدث الرسمي باسم «لجان المقاومة الشعبية»، أبو مجاهد، على أن «مخطط بناء الكنيس اليهودي في الأقصى، يأتي في إطار السعي إلى هدم المسجد الأقصى»، موضحاً أن «أي مساس بالمسجد الأقصى سوف يكون له الأثر البالغ في زوال الكيان الصهيوني».
في هذا الوقت، جاء الموقف الإيراني مفاجئاً في ظل رفض «حماس» إجراء انتخابات، إذ أعلن مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، علي أكبر ناطق نوري، أن «إجراء الانتخابات في فلسطين هو السبيل الوحيد لحل المشاكل الفلسطينية»، متهماً الأميركيين بالوقوف في وجه إجراء مثل هذه الانتخابات. وقال نوري إن «الصهاينة يريدون تشريد شعب يملك هوية ووطناً محدّدين، وإسكان حفنة من اليهود الذين لا يملكون هوية بدلاً منهم من خلال الاحتلال والجرائم والقوة». وأكد أن «الصهاينة يسعون إلى تحقيق ثلاثة أهداف قصيرة المدى وهي الاستيلاء على فلسطين وطرد الشعب الفلسطيني وتأليف حكومة صهيونية، فيما أهدافهم المتوسطة المدى تتمثل في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط».
داخلياً، هدد تنظيم «جيش الإسلام» الموالي لـ «القاعدة» في غزة، بزعامة ممتاز دغمش، «بالثأر والقصاص لدماء عناصره الذين قتلوا في اشتباكات دامية مع قوات تابعة لحماس في حي الصبرة في غزة قبل بضعة أيام». وقال إن «إعلان العفو الكامل عن كل من أمر أو شارك في هذه المجزرة مرتبط بإعلان حماس تطبيقها للشريعة الإسلامية».
من جهة ثانية، بدا مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف شؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش متشائماً في ما يتعلق بمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ أعلن أن «الجهود الأميركية للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين حققت تقدماً منذ محادثات أنابوليس، لكن من غير المرجح أن تؤدي إلى اتفاق شامل قبل تولي الرئيس الأميركي المقبل مهمّاته».
من جهته، أكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ركز خلال محادثاته مع نظيره الأميركي جورج بوش أول من أمس على قضيتين، «الأولى ملف الوضع على الأرض ومخلفات مؤتمر أنابوليس، والثانية مفاوضات المرحلة النهائية وحل الدولتين، وضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي».
وقال عريقات إن «أبو مازن أكد على أربعة مبادئ في ما يتعلق بالمرحلة النهائية، وهي لا حلول جزئية أو مرحلة انتقالية، ولا لتأجيل قضايا المرحلة النهائية، والاتفاق على جميع قضاياها بما فيها الأسرى الفلسطينيّون في المعتقلات الإسرائيلية، أو لن يكون هناك اتفاق».


اقتراح إسرائيلي بتوسعة غزة باتجاه سيناء وأضاف ايلاند، في كلمة أمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنه بحسب اقتراحه، ستتضاعف مساحة قطاع غزة، بعد أن تسلم مصر الفلسطينيين منطقة تبلغ مساحتها نحو 600 كيلومتر مربع من الأراضي المصرية في صحراء سيناء، على أن يبنى في المنطقة الفلسطينية الجديدة مرفأ ومطار دوليان، إضافة إلى مدينة معدة لإسكان مليون فلسطيني، مشيراً إلى أن اقتراحه يوجب «على إسرائيل أن تنقل للمصريين منطقة تبلغ نحو 150 كيلومتراً مربعاً في جنوب النقب، مع حفر نفق يربط بين مصر والأردن، إلى الشمال من مدينة ايلات» الواقعة على البحر الأحمر.
في مقابل ذلك، يضيف ايلاند، تعمد إسرائيل إلى ضم 600 كيلومتر مربع من أراضي الضفة الغربية «كي تستطيع الدفاع عن حدودها الشرقية، على أن يعوض الأردن للفلسطينيين بنقل مساحة مئة كيلومتر مربع، فيما تحظى عمان بالسيطرة الأمنية على الضفة وارتباط مع مصر من خلال نفق ايلات».
ورغم تغطية وسائل الإعلام الأميركية بشكل لافت لاقتراح ايلاند، إلا أن مندوبين أردنيين سخروا منه، وقال وزير الخارجية الأردني السابق، مروان المعشر، إن «ايلاند لن يجد دعماً في الأردن لاقتراحه الغريب».