عود على بدء... الأفران ووزير الاقتصاد إلى المواجهة مجدداً، فبعد الصراعات الكبيرة التي كانت تدور بين «كارتيلات» الأفران والمطاحن ووزارة الاقتصاد في عهد الوزير السابق سامي حداد، والتي أسفرت عن هدر كبير في المال العام وصل إلى حوالى 5000 طن من الطحين المدعوم بما يوازي عشرات ملايين الدولارات شهرياً، عادت المناوشات بين الأطراف «الطحينية» لتطفو من جديد... فبعدما أعلن وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي أنه سيلغي الدعم عن القمح خلال الشهرين المقبلين، وأنه سيخفض كمية الطحين المدعوم من 17800 طناً إلى 15 ألف طن، جاء الرد سريعاً من الأمين العام لاتحاد نقابات الأفران في لبنان أنيس بشارة، الذي أعلن بدوره أمس أن الأفران ترفض أن تزيد الوزارة سعر الطحين على أصحاب الأفران بعد انخفاض أسعار المازوت، مبرراً موقفه بأنه «كان هناك زيادات كبيرة طرأت على الكثير من عناصر كلفة تصنيع الرغيف، أبرزها الخميرة وقطع الغيار وأجور اليد العاملة»!أما رئيس الاتحاد كاظم إبراهيم، فشن حملة كبيرة على الوزير الصفدي، وقال «إن الوزير الصفدي المسؤول الأول والأخير دون سواه وهو وحده يتحمّل مسؤولية ظلم الناس». ولفت إلى أن «دعم الطحين كان هدفه استقرار سعر ربطة الخبز من أجل الفقراء والعمال وذوي الدخل المحدود وهذا ما لم يحصل، وللأسف كان المستفيد من الدعم البعض من الأفران والمطاحن والتجار».
وتابع «سبق أن حذرنا مراراً وأبلغنا الوزير السابق سامي حداد ما يدور من حوله وكان يجيبنا: لست أنا من يقرر الزيادات، ويشير إلى أن هناك مرجعية كبيرة في مجلس الوزراء هي التي تطالبنا بإعطاء البعض وتفرض الموافقة. هذا ما كان يقوله الوزير السابق ومع هذا كنا نتصدى ونعلن للرأي العام بواسطة جميع وسائل الإعلام كل ما يجري دون أن يتغير شيء، إلى أن تغيرت الحكومة... وجاءنا الوزير محمد الصفدي، وقمنا بزيارته وشرحنا كل ما كان يحصل من أخطاء وهدر للمال العام، وقد سمعنا منه كلاماً طيباً لم نسمعه من قبل ممن سبقوه، وكنا شاكرين لما سمعناه ومقدّرين حرص المسؤول على المال العام وانتظرنا طيلة هذه المدة دون أن يتغير شيء سوى الاسم... ذهب حداد وأتى وزير آخر، بل بالعكس، ازداد الهدر وظلمت أفران كثيرة بمعدل مئة وخمسين فرناً تقريباً. وجرى إرضاء البقية الباقية». وسأل «ما دامت الكمية لم تخفض والهدر على حاله بمعدل 84 ألف طن سنوياً، فلماذا حرمتم هذا العدد الكبير من أصحاب المخابز والأفران وفرضتم عليهم خفض مخصصاتهم؟»
(الأخبار)


آلية الصفدي الطحينية
طرح الصفدي أخيراً آلية تمهيدية تخفِّف من كمية القمح المدعوم من 17800 طن إلى 15000 طن كمرحلة أولية، كما أصدر تعميماً بحصول أصحاب الأفران على أذونات تسليم الطحين المدعوم المقررة لهم من مبنى الوزارة ليصرفوا إذن التسليم من أي مطحنة يختارونها، ثم تقوم المطحنة بتقديم الإذن للوزارة للحصول على ما يعادله من القمح بالسعر المدعوم...