أن تكون «وكالة الطاقة» في موضع مالي وسياسي متأزّم، فهذا يؤكد عدم قدرتها على اتخاذ القرارات المستقلةقدّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة، محمد البرادعي، أمس، في فيينا، أن إيران تعمل على برامج سريّة نوويّة، واصفاً الوضع النووي في العالم بأنه «ليس على ما يرام».
وقال البرادعي، خلال افتتاح أعمال الدورة السنوية الـ52 للوكالة في فيينا، إنه «من الممكن أن إيران تقوم بتطوير برامج نووية سرية»، مضيفاً أن «على إيران تطبيق كل معايير الشفافية لبناء الثقة، وخصوصاً لجهة الطبيعة السلمية للبرنامج النووي»، لافتاً إلى أن «هذا سيكون جيداً لإيران، جيداً للشرق الأوسط وجيداً للعالم». وتابع أن «المشاكل التي تواجه العالم على الساحة النووية واضحة وجليّة لنا جميعاً... لكن عليّ أن أقف أمامكم هنا اليوم لأقول إن الأمور ليست على ما يرام».
وتضمنت كلمة البرادعي مراجعة شاملة لكل التحديات والقرارات الصعبة التي اتخذتها وكالة الطاقة في مجال معايير السلامة والأمن والتطوير السلمي للطاقة النووية.
وقال البرادعي «لقد وصلنا إلى نقطة تحوّل، ويمكن للوكالة أن تقوم بالكثير لمواجهة تحديات العالم النووية إذا أعطيت السلطة والمصادر والموظفين والتقنيات. إن تحويل الوكالة إلى أكثر فعالية مسألة حيوية للأمن العالمي وللتطوير». لكنه أشار إلى أزمات تعانيها الوكالة، قائلاً «وصلنا بالفعل إلى نقطة تحول. فقد أدّت سنوات من ميزانيات انعدم فيها النمو إلى أن أصبحت بنيتنا التحتية معيبة وإلى اعتمادنا بقلق على دعم تطوّعي له ظروف خاصة به».
وأوضح أنه «لا يتعلّق الأمر بالمال فحسب. إننا لا نعمل في فراغ سياسي. يحتاج الالتزام السياسي بأهداف الوكالة إلى التجديد على أعلى مستوى». وأضاف «ستكون مأساة ذات أبعاد واسعة النطاق إذا فشلنا في العمل حتى يقع انفجار نووي أو حادث أو هجوم إرهابي كان من الممكن منعه».
ويحدّد المؤتمر، الذي يستمر أسبوعاً، السياسات العامة لسلسلة مواضيع تبدأ بالحد من انتشار الأسلحة النوويّة والإرهاب النووي، وصولاً إلى التطبيقات الطبيّة للتكنولوجيا النووية.
ومن المتوقع ترشيح دمشق وطهران لمقعد شاغر في مجلس حكام الوكالة، حيث تتنافس أفغانستان وكازاخستان إلى جانب سوريا وإيران على هذا المقعد. كما تسعى دول عربية وإسلامية لاستصدار قرارات تطالب إسرائيل بإخضاع برنامجها الذري لسيطرة الوكالة.
من جهة ثانية، رعى وزير الدفاع الإيراني، العميد مصطفى محمد نجار، تدشين 10 منظومات اتصالات و19 منظومة أمنية إلكترونية لشركة «صا إيران» التابعة لوزارته. وقال إنه تم تزويد المقاتلات الإيرانية بمنظومات متطورة للحرب الإلكترونية.
(يو بي آي، رويترو، أ ب، مهر)