ركّزت الصحف الإسرائيلية، أمس، على تحليل «المشهد الأخير» لرئيس الوزراء إيهود أولمرت، بعد خطاب التنحّي الذي ألقاه أول من أمس
حيفا ــ الأخبار
أجمع المعلّقون السياسيون في إسرائيل، أمس، على أنّ «المشهد الأخير» لإيهود أولمرت كان وليد حرب لبنان الثانية التي أضعفته حزبيّاً وجماهيريّاً، إلى أن تعزّز هذا الضعف أثناء التحقيقات الجنائية حول الفساد السلطوي، بينما تطرق محللو الشؤون الحزبية إلى اليوم الأول بعد الانتخابات التمهيدية في «كديما»، مبيّنين صعوبة قيام الفائز بتأليف حكومة بديلة خلال 42 يوماً في ظل وضع الكنيست الإسرائيلي الحالي غير المستقر.
وقال كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، إنّ أولمرت «مات في الحرب ودفن في التحقيقات»، موضحاً أنه «فقد جهاز المناعة الذي يحافظ، إلى حد ما، على كل رئيس حكومة يؤدي مهماته»، مستطرداً أن «الرأي العام، الذي لم يستقبل انتخابه بتلهف كبير، توقع عقاباً له، من لجنة التحقيق أو من السماء». وأضاف أن «الناس لم يتظاهروا في الميادين، إنما تظاهروا قبالة التلفزيون، في أحاديث الصالونات، وفي ردودهم على استطلاعات الرأي».
ونشرت صحيفة «هآرتس» تعليقاً للكاتب آري شفيط، الذي كان من أكبر المهاجمين لأولمرت حتى قبل انتخابه رئيساً للوزراء، وحذر من انتخاب أولمرت عند تعيينه خليفة لآرييل شارون.
وفي مقالة تحت عنوان «نهاية اللعبة»، قال شفيط، إنه «مع نهاية حرب لبنان الثانية، دعت هذه الصحيفة (هآرتس) أولمرت إلى الذهاب إلى البيت»، مضيفاً أن «العامين الماضيين لن يُغفرا، كانا عامين من الإخفاق السياسي وقلة الإدارة السياسية. عامان من التلوث الأخلاقي. عامان ضاع خلالهما وقت الأمة الثمين، فقط لأن رئيس الحكومة يغرق، ويطلب تمديد فترة غرقه». وتابع «اليوم، وبتأخير عامين، انتهت حرب لبنان الثانية، وبمفهوم معين، هذا الصباح هو صباح ما بعد الحرب، ومنذ الآن وصاعداً لا حاجة للانشغال بالرجل الذي ورّط إسرائيل بتلك الحرب الملعونة».
بدوره، كتب محلل الشؤون العسكرية للصحيفة نفسها، عاموس هارئيل، أن أساس الأسئلة يكمن في «الـ34 يوماً التي قاد خلالها أولمرت إسرائيل في المعركة، في واحد من أكثر مظاهر القيادة البائسة التي جرت هنا. هناك فقد شعبيته نهائياً، وهو فقدان لم ينجح بالنهوض منه حتى خطاب الاعتزال (أول من) أمس، ولبنان كان الحدث الذي بلور ولاية أولمرت».
وقال الصحافي إيتان هابر، في «يديعوت أحرونوت»، «فارقنا أولمرت عملياً قبل عامين، في 12 تموز عام 2006، في ذلك اليوم، عندما كان عديم الخبرة، قرَّر الخروج إلى حرب لبنان الثانية، وفقد ثقة الجمهور من حيث حكمة المعرفة واتخاذ القرار»، فيما أشار المحلل السياسي لصحيفة «هآرتس» ألوف بن إلى أن «ولاية أولمرت انحرفت عن مسارها في 25 حزيران 2006، وهو يوم اختطاف جلعاد شاليط إلى قطاع غزة، وتحطمت نهائياً بعد ذلك بأسبوعين عندما تم اختطاف إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر بأيدي حزب الله».
وأشار محللو الشؤون الحزبية في الصحف الإسرائيلية إلى صعوبة الفائز في الانتخابات التمهيدية لـ«كديما» لتأليف حكومة في الموعد المحدد له. لكنهم لم ينفوا وجود مثل هذه الصيغة رغم صعوبتها. وقال محلل صحيفة «معاريف»، شالون يروشالمي، إن «المرشح الفائز، سيجد صعوبة في تأليف حكومة تتكل على غالبية مستقرة. والتجارة والبيع المتوقعان لنا سيغضبان الجمهور الذي ينتظر واقعاً سياسياً جديداً للغاية».
بينما رأى برنياع أنه في حال فوز شاؤول موفاز «فسيكون مستعداً لدفع كل ثمن من أجل تأليف حكومة، والخيار المطروح في حالته هو حكومة يمين ـــ حريديين، وخطوة كهذه من شأنها كسر كديما». ويرى بأنه إذا فازت تسيبي ليفني «فسترغب بالوصول إلى انتخابات عامة ليس من كرسي رئيس الحكومة، بل من كرسي وزيرة الخارجية، من دون أن تقوم بمساومات ومن دون الاتساخ بتنازلات مع أحزاب تحالف جديد».