محمد بديرقالت صحيفة «معاريف» أمس إن «مبعوثي رئيس الوزراء الإسرائيلي للمفاوضات مع دمشق، خرجوا بانطباع أن اتفاقاً تاريخياً بين إسرائيل وسوريا يمكن أن يتحقق»، مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد فهم أن «مكانه بين حزب الله وإيران، يضر بسوريا»، وأنه على استعداد لدفع ثمن انفصاله عن طهران.
ونقلت الصحيفة عن محافل سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «الأسد ليس غبياً، وقد فهم أن مكانه بين (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله و(الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد، يضر بسوريا، وهو يرغب في العودة إلى الغرب، بل هو مستعد لأن يدفع الثمن للخروج من محور الشر»، مشددة على أن ما يحصل «فرصة تاريخية لإسرائيل، وخسارة أن تضطر إلى تفويتها». وقالت الصحيفة إن «بعض المسؤولين الأمنيين الرفيعي المستوى، يعربون عن خيبة أمل من أن الواقع السياسي الإسرائيلي من شأنه أن يؤدي إلى تأخير المفاوضات (مع السوريين)، وخاصة أن المؤسسة الأمنية تؤيد الاتصالات مع سوريا تأييداً جارفاً، بل إن المعارض الأخير، رئيس الموساد مائير دغان، بدّل رأيه وبات يؤيد فحص الخيار السوري جدياً»، مشيرة إلى أن «رئيس الحكومة إيهود أولمرت، (نتيجة لذلك)، طلب من رئيس الطاقم الإسرائيلي المفاوض يورام طربوفيتش، مواصلة تنسيق المفاوضات مع السوريين، رغم استقالته أخيراً».
ولم تكتف الصحيفة بالحديث عن استنتاجات متفائلة أسرّها الطاقم الإسرائيلي العائد أخيراً من مدينة اسطنبول بعد محادثات غير مباشرة مع السوريين، بل تحدثت عن «صيغة مقدرة لاتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا»، مشيرة إلى أن «الاتفاق سيتضمن فصلاً عاماً تعلن فيه الدولتان إنهاء حالة الحرب بينهما، وعقد السلام الكامل الذي يتضمن علاقات دبلوماسية، وسفراء وما شابه. بينما يتضمن الفصل المدني موضوع التطبيع، وربما أيضاً أفكاراً للتعاون بين الدولتين بمشاركة دولية على هضبة الجولان، إضافة إلى فصل أمني سيكون أكثر أهمية وإثارة للتشويق: فهو سيتضمن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من هضبة الجولان وتجريد الهضبة من العسكر، إضافة إلى خفض كاسح للقوة السورية بين الجولان ودمشق، مع تجريد مقلص للسلاح الإسرائيلي، من الجانب الآخر».
وعن بنود أخرى سيتضمنها الاتفاق بين الدولتين، وتصفها الصحيفة بأنها «أكثر إثارة»، ما يتعلق بإبعاد سوريا عن محور الشر، إذ «لما كان من غير الممكن منع سوريا من إقامة علاقات مع إيران، فإن النية تتجه لصياغة بنود تشير إلى أن دمشق لن تتعاون بأي شكل من الأشكال مع دول أو منظمات تعمل ضد إسرائيل أو هي في حالة عداء معها، على أن تتضمن هذه البنود محظورات: تزويد السلاح، إعطاء لجوء سياسي، وجود ممثليات...»، مشيرة إلى أن مصادر مقربة من المفاوضات تؤكد أن «السوريين قالوا بصراحة للوسطاء الأتراك إنهم على علم بهذه المطالب، ولا يرفضونها».
وبحسب المصادر نفسها، المقربة من المحادثات غير المباشرة، فإن «الأسد يدفع بالفعل ثمناً غير بسيط حيال إيران منذ أن بدأ الاتصالات مع إسرائيل، وهو يفعل ذلك بنية مقصودة، وقد أعرب الإيرانيون منذ الآن عن استيائهم، وخفضوا من حميمية العلاقة مع السوريين، إلا أن الأسد لم يتراجع ويشخصون في إسرائيل تغييراً في خطابه».
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من أولمرت توقعات لليوم الذي يلي الاتفاق مع سوريا. وأوضحت أن «أولمرت سيواصل المفاوضات، وإذا ما حصل اختراق وكادت صيغة الاتفاق أن تتبلور، فسيعمد إلى عرضه على الكنيست والحكومة، بل إنه سيعمد إلى إجراء استفتاء عام عليه إن دعت الحاجة لذلك، رغم أن إمكان حصوله (الاتفاق) ليس مرتفعاً، لأنه مع مرور الوقت، سيفقد أولمرت الطاقة والاهتمام».