أبدت حركة «حماس»، أمس معارضة ضمنيّة للحوار الفلسطيني المقرر في القاهرة، معتبرة أن الرئيس محمود عباس يريده لتمرير اتفاق مع الدولة العبرية، في وقت استمر فيه التوتّر بين الحركة ومصر عبر تظاهرات تتهم القاهرة بمشاركة الاحتلال في قتل المرضىغزة ــ قيس صفدي
شدّدت حركة «حماس»، تعليقاً على ما نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في شأن المطالب الأمنية للاحتلال بالدولة الفلسطينية المرتقبة، على أن الشعب الفلسطيني «سيُسقط أي مؤامرة تستهدف حقوقه، وخصوصاً في ما يتعلق بالقدس المحتلة وحق العودة للاجئين، أو أي حقوق أخرى».
وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، إن الخطة الأمنية الإسرائيلية «أضاليل من الاحتلال غير مقبولة ولا تنطلي على أحد»، مجدداً رفض «الاعتراف بالاحتلال وشرعيته وكذلك فكرة الدولة المؤقتة أو دولة شكلية». وقال إن منظمة التحرير «لم تعد مخوّلة التفاوض أو الحديث باسم الشعب الفلسطيني بعد رفضها الالتزام بما ورد في اتفاقي مكة والقاهرة، عدا عن أن رئيس السلطة محمود عباس هو في الأشهر الأخيرة من ولايته الرئاسية».
وأشار أبو زهري إلى أن أحد أهداف «سلطة رام الله» من إثارة الحديث عن الحوار في هذه المرحلة «ليس المصالحة، بل من أجل البحث عن صيغة لتمرير أي اتفاق يمكن التوصل إليه مع الاحتلال الإسرائيلي»، مشدداً على أن «أي حوار يجري يجب أن يكون هدفه ترتيب الصف الفلسطيني الداخلي وتحقيق المصالحة على قاعدة الاتفاقات الفلسطينية السابقة» في إشارة إلى تفاهمات القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني 2006 واتفاق مكة 2007.
في هذا الوقت، اتهمت لجنة أهالي المرضى الفلسطينيين مجدّداً مصر بالمشاركة في قتل المرضى جراء استمرارها في إغلاق معبر رفح الحدودي وعدم السماح بمغادرتهم القطاع لتلقي العلاج في الخارج، في وقت ارتفع فيه عدد الضحايا من المرضى جراء الحصار إلى 237، بعد الإعلان أول من أمس عن استشهاد المريض رمضان الغلاييني.
وقالت لجنة أهالي المرضي، في بيان لها أمس، «لقد شهد الشهر الجاري سقوط 15 ضحية، بينهم ستّ نساء وثلاثة أطفال من دون أن تحرك السلطات المصرية ساكناً إزاء تفاقم الأوضاع الصحية للمرضي الفلسطينيين المحاصرين في غزة».
وجدّدت لجنة أهالي المرضى تحميل الأمن المصري المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى. وقالت: «إننا نتفهم محاصرة الاحتلال لنا وتلذّذه بعذاباتنا لأنه يبقى عدواً ولا نأمل منه شيئاً، أما أن يشارك أبناء جلدتنا بقتلنا فهذا ما لا يمكن العقل البشري استيعابه».
إلى ذلك، قالت حركة «الجهاد الإسلامي» إن «دولة الاحتلال الإسرائيلي تجني إنجازات بالجملة من التهدئة، أبرزها ضمان أمنها الحدودي وتعزيز وتعميق هوة الانقسام الداخلي».
وأعرب القيادي في الحركة، إبراهيم النجار، عن أمله في أن «تجري مراجعة قريبة من جانب فصائل المقاومة لهذه التهدئة المهينة بغية الخروج بموقف موحد في شأنها، تحافظ فيه على وحدة الصف الوطني، مع تفعيل دور المقاومة التي تعدّ الورقة الوحيدة في يد الشعب الفلسطيني».
وانتقد النجّار سياسة «الالتزام الحديدي» من جانب الجانب الفلسطيني بالتهدئة في ظل تنصّل الاحتلال من تعهداته، مشيراً إلى وجود «أجندة مقاومة وأجندة سلطة، ونحن في قلب أجندة المقاومة، والحقيقة لا نؤمن بأن الأجندة الأخرى (السلطة) ستسفر عن شيء لمصلحة قضيتنا غير ضياعها، كما أننا لا نؤمن بأنه يمكن التوليف بين الأجندتين».