الخلافات الداخلية الإسرائيلية تزداد حدة وتتخذ مسارات مختلفة، أبرزها اصطفاف أيهود أولمرت خلف تسيبي ليفني في مواجهة أيهود باراك الذي يخشى منافستها له على رئاسة الوزراء
علي حيدر
ردّ حزب «العمل» أمس على اتهام رئيس الوزراء ايهود اولمرت بأن تهجمات وزير الدفاع ايهود باراك على القرار 1701 هي السبب في إعطاء صورة بأن اسرائيل ضعيفة. وأصدر الحزب بياناً رأى فيه أنه «ليس أولمرت من يعلمنا كيف نتصرف فيما ما زالت الدولة بكاملها تلعق جراح لسعة أولمرت التي قادت إلى إحدى أكثر الحروب فشلاً في تاريخ إسرائيل». وأضاف البيان إن «رأي أولمرت الحقيقي بمرشحي كديما ورأيهم السلبي به معروفان للجمهور». وأتى تراشق الاتهامات بعدما اعترض وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعزر، خلال جلسة الحكومة أول من أمس المخصصة لمناقشة موازنة الـ2009، على تقليص الموازنة الأمنية، قائلاً «إذا لم نوفّر الميزانيات الكافية فستكون إسرائيل ضعيفة». فاستغل أولمرت الفرصة وهاجم باراك بالقول «لو أن بعض الوزراء أحجموا عن الحديث عن القرار 1701 الذي أتى بنتائج جيدة وأدى إلى إحلال الهدوء في الشمال لما كنا نطلق رسائل ضعف».
وكانت جلسة الحكومة تلك قد تحوّلت إلى ساحة تراشق اتهامات عندما وقف أولمرت إلى جانب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، في مواجهة اتهامات باراك، ودافع عن القرار 1701 الذي تتفاخر به ليفني على اعتبار أنه أكبر إنجازاتها، فيما يعدّه باراك فشلاً مدوّياً وأتاح «انطلاق تعاظم قوة حزب الله العسكرية». واتهم أولمرت باراك بأنه «يحول دون إجراء بحث جدي بشأن المؤسسة الأمنية». وأضاف مستهزئاً «هناك شخص استيقظ في الصباح ولسعته بعّوضة فقرر أن يصب غضبه على ليفني بشأن قرار 1701».
وتعليقاً على ما جرى في جلسة الحكومة، أفادت مصادر مقربة من اولمرت أنه «لم يعد بإمكانه الجلوس جانباً ومواصلة الصمت» وأن «إدارة باراك تدفع برئيس الحكومة إلى أحضان تسيبي ليفني»، وأنه «عندما يكون الخيار بين ايهود باراك وبين كديما وتسيبي ليفني، فإن رئيس الحكومة يختار كديما وليفني». ولفت مقربو أولمرت أيضاً إلى أنه «غضب بعدما وصف باراك حزب كديما بأنه معسكر لاجئين»، ودفعه إلى القول في جلسات مغلقة «إن حزب كديما أكثر شرعية من حزب العمل الذي يتكوّن من ثلاثة أحزاب مختلفة، وهو يتصرّف مثل حزب غير شرعي». كما أكد أولمرت على أن «باراك لا يستطيع أن يأتي ويلقي علينا المواعظ».
لكن باراك عاد وشن هجوماً على حزب كديما ومرشحيه للرئاسة في الانتخابات المرتقبة منتصف الشهر المقبل، وقال «مع كل التحديات الماثلة أمامنا، لم ينجح المتنافسون في اتخاذ قرار حتى بشأن تحديد إجراء انتخابات تمهيدية من دون تدخلنا».