فشل سياسة خفض أكلاف الاستيراد يؤدّي إلى رفع الأسعار
أيمن فاضل
لم يحدد وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي بعد طريقة تعامله مع مشكلة ارتفاع أسعار الفروج، فبعدما أدّى قرار الوزير السابق سامي حداد بخفض التكاليف الجمركية على الفروج المستورد إلى إقفال مؤقّت لما يقارب 40 مزرعة صغيرة في البقاع و7 مزارع في جبل لبنان وفق مصادر نقابية، تشهد السوق اليوم ارتفاعاً جنونياً لأسعار الفروج ونقصاً في الفروج الكامل المدعوم، يترافق مع عودة مزارع الجبل إلى عملها، فيما لم يشهد البقاع العودة نفسها، ولا تزال 30 مزرعة تقريباً مقفلة.
وقد شهدت أسعار المقطّعات في السوق اللبنانية ارتفاعاً هائلاً في الأسعار، فوصل سعر كيلو الجوانح إلى 6950 ليرة في tsc plus وسعر كيلو الصدور إلى 14950 ليرة، أمّا الفرّوج الكامل فقد فقد كلّياً من التعاونيات الكبرى، وإن وجد فإنه يوجد مقطّعاً وموضّباً ويباع بسعرٍ يصل إلى 7000 ليرة لبنانية للكيلو الواحد، أمّا في «سبينس» فوصل سعر كيلو الأفخاذ إلى 5250 ليرة لبنانية وكيلو الجوانح إلى 5990 ليرة، ووصل سعر كيلو الأفخاذ إلى 5750 ليرة في تعاونيات لبنان، ما يؤشِّر إلى تفاوتٍ ضخمٍ في الأسعار وتلاعبٍ وإخفاء للفرّوج الكامل.
وحول سبب فقدان الفروج من السوق في هذه الفترة بالذات، قالت مسؤولة سلامة الغذاء في جمعية المستهلك ندى سلامة إن كبار المحتكرين يقومون بهذه اللعبة كل سنة قبل حلول شهر رمضان، وهو يذكِّر بما نشر في جريدة «الأخبار» بعد رمضان الماضي، حيث اعترف التجّار صراحة بأنهم تلاعبوا بالأسعار وأخفوا الفروج الكامل لزيادة أرباحهم، وقالت سلامة إن ما نشاهده اليوم هو احتيال على القوانين التي لم تفرض حدّاً أعلى لأسعار المقطعات، وليس هناك قانون يمنع عدم بيع الفروج الكامل، مشيرة في المقابل إلى أنه من واجب وزير الاقتصاد سؤال التجّار عن ممارساتهم وإجبارهم على تأمين حاجة السوق من الفروج الكامل، وفتح باب استيراد الفروج الحي.
وعلى الرغم من أن الواقع الحالي أصبح أكثر وقاحة من أن تتجاهله مصلحة حماية المستهلك، إلاّ أنه لا يبدو أن هناك أي إجراءات جدية للتحرّك، وإن كانت بعض الشائعات قد قالت إن المصلحة تقوم بتنظيم محاضر بحق المخالفين لسعر الفرّوج وهو ما لم يتم تأكيده، وقال أمين سر النقابة اللبنانية للدواجن سمير قرطباوي إن الحل لا يكمن بتنظيم المحاضر، إنّما في خفض تكاليف الإنتاج، معترفاً بوجود تلاعبٍ كبير في أسعار الفرّوج وإخفاء له، فيما يرى رئيس نقابة مربّي الدواجن في البقاع علي الحاج حسن أن قرار حداد دفع بالمزارعين إلى خفض إنتاجهم للفرّوج خوفاً من كساده، لكن عدم وصول حركة الاستيراد إلى المستوى المتوقّع أدّى إلى ارتفاع أسعاره بسبب فقدانه من السوق، لكنه لم يخالف قرطباوي تأكيده بأنه يجب رفع سعر كيلو الفروج إلى 5500 ليرة أو زيادة الدعم لأن أسعاره لا تؤمن أرباحاً عادلة للمزارعين.


مطالبة بتحرير السعر

بعد زيارة قام بها وفد من النقابة اللبنانية للدواجن في الأسبوع الماضي إلى وزير الاقتصاد محمد الصفدي جرى خلالها طرح موضوع استيراد الفروج المجلد من الخارج الذي لم تحدد أسعاره كما هي حال الفروج اللبناني، أرسل كتاباً إلى الوزير يطالب فيه بإعادة الرسم الجمركي الذي كان قائماً على الفروج المستورد، أو بتحرير سعر الفروج اللبناني إذا تعذّر الأمر، وذلك تحت حجة أن الفروج المستورد أصبح يباع بسعرٍ أعلى من الفروج اللبناني، علماً بأن الوزارة السابقة عمدت إلى فتح باب استيراد الفروج بهدف خفض سعره على المستهلك، إلا أن النتيجة جاءت عكسية على المستهلك.
وقال رئيس نقابة مربّي الدواجن في البقاع علي الحاج حسن إن ارتفاع أسعار المقطعات الحالي ليس نتيجة ارتفاع أسعار العلف بل نتيجة انخفاض حجم الفروج الموجود في السوق لأن التجّار لم يستوردوا الفروج المثلج كما كان متوقّعاً.