غزة ــ قيس صفديفي وقت تستعد فيه غزة لاستقبال سفينة «كسر الحصار الدولية»، واصلت حركة «حماس» أمس انتهاج لغة تصعيدية تجاه إسرائيل، أكدت في خلالها رفضها التنازل عن القدس المحتلة في أي صفقة مزمعة بين السلطة والدولة العبرية، ورهنت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بتحقيق شروطها بشأن الأسرى.
وجدّد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، رفض حكومة «حماس» «اتفاق الرف» الذي سرّبته الصحف الإسرائيلية لمفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية، وحمل تأكيدات إسرائيلية على عدم عودة القدس ولا اللاجئين وبقاء الأمن في يد الاحتلال.
وقال هنية «سواء كانت هذه التسريبات صحيحة أو لا، نعلن باسم الحكومة والشعب والأمة أن أي اتفاق فيه تنازل عن القدس وفلسطين هو باطل». وشدد، خلال مهرجان إطلاق الحملة الشعبية العالمية لنصرة القدس المحتلة، أن «حصار غزة لا ولن يُغيّب قضية القدس».
وبعد إعلان «حماس» أول من أمس أن شاليط سيلقى مصير الطيار رون آراد إذا واصلت إسرائيل المماطلة في ملف صفقة الأسرى، قال القيادي في «حماس»، والمسؤول عن ملف شاليط، أسامة المزيني، إن «أي محاولة إسرائيلية للتهرّب من المطالب الفلسطينية لإتمام صفقة تبادل الأسرى ستقابل بالرفض المطلق»، مشدداً على «تمسّك حركته بشروطها». وأضاف إن «التزام إسرائيل الضعيف بالتهدئة، يجعلنا لا نفكر في عقد اتفاقية جديدة من أي نوع من دون التزام حديدي منها».
وعن التهدئة، قال المزيني «لا شك أن هناك التزاماً بوقف إطلاق النار وإن كان لا يخلو الأمر من خروق إسرائيلية». وأكد أن عدم الالتزام بقضية المعابر «يجعلنا نقوّم الاستعداد للاستمرار في التهدئة».
وعن الحوار الذي من المتوقع أن ينطلق في القاهرة قريباً، قال المزيني إن توجّه حركته «إيجابي للغاية»، إلاّ أن «ممارسات السلطة في رام الله من ملاحقات ومداهمات لا تشير إلى أن لدى الطرف الآخر نية جدية في الحوار».
داخلياً، اتهمت «حماس» أجهزة الأمن الفلسطينية، باعتقال 22 من أنصارها، بينهم كاتب وصحافيان واقتحام مؤسسات خيرية تابعة لها في الضفة الغربية.
وفي ما يتعلق بالحصار المفروض على غزة، اتهمت «لجنة أهالي المرضى» في القطاع مصر، «بإعدام الطفل المعتصم بالله محمد جندية (عامان)، بعد اصطدامه بحاجز الرفض المصري الذي يصر على إغلاق معبر رفح». كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية وفاة كل من محمد ديب السلطان (55 عاماً) وسلامة إبراهيم أبو يوسف (69 عاماً)، بعدما منعتهما سلطات الاحتلال من السفر لتلقي العلاج.
من جهة أخرى، أبحرت سفينة تحمل على متنها اليهودية هيدي ابشتاين، التي نجت من المعسكرات النازية، وراهبة كاثوليكية، وأخت زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، إلى غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وهؤلاء الثلاث هنّ ضمن 46 ناشطاً تجمّعوا في قبرص للقيام بالرحلة التي تأمل حركة «غزة الحرة» أن تلفت الانتباه إلى محنة 1.4 مليون فلسطيني. وقالت ألمانيا إنّ من المتوقع وصولهم غزة في ساعة مبكرة السبت، مضيفة «لا يهم ما سيحدث حتى إذا فجّروا سفننا. سوف نذهب إلى هناك على طوف إذا لزم الأمر».
وبعد الضجة الإعلامية التي أثارتها الوسائل الإعلامية، وُجّهت دعوة لوفد فلسطين لحضور ندوة الإرهاب المقررة في الأمم المتحدة، من دون دعوة ضحايا للشهادة خلالها.