مع بدء توافد الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، تبدو مصر مرة أخرى أمام اختبار جديد في محاولة لكسر الهوّة بين حركتي «فتح» و«حماس»، مع تزايد التوترات بينهما، وتبادلهما الاتهامات بعرقلة المصالحة.
القاهرة ـ الأخبار
بدأت وفود الفصائل الفلسطينية بالتوافد إلى العاصمة المصرية أمس، للمشاركة في لقاءات ثنائية مع مسؤولين مصريين، ينتظر أن تعقبها دعوة مصرية إلى حوار فلسطيني شامل.
وفيما نفت مصادر مصرية وفلسطينية تقارير كانت قد تحدثت عن وصول رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، إلى القاهرة، تأكّد وصول الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان عبد الله شلح، والوفد المرافق له للقاء عدد من المسؤولين المصريين، وعقد اجتماعات ثنائية بهدف إنهاء الخلافات بين بعض الفصائل، ولا سيما «فتح» و«حماس»، والتوصل إلى موقف موحد بشأن القضايا الفلسطينية.
وكانت مصر قد وجهت دعوات إلى الفصائل من أجل عقد مباحثات ثنائية في القاهرة، في إطار الحرص على بذل كل الجهود لإنهاء حال الانقسام الداخلي.
وتأمل قيادة الرئيس حسني مبارك عقد حوار وطني موسع بمشاركة مختلف التنظيمات الفلسطينية البالغ عددها 14 فصيلاً وحركة، في أعقاب انتهاء المباحثات الثنائية وبلورة مشروع وطني فلسطيني متكامل، يتفق عليه الجميع، آملة التزام كل التنظيمات المصلحة الوطنية والعمل على إنجاح الحوار.
ويرجَّح أن تتناول اللقاءات الثنائية سبل دعم التهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل في قطاع غزة واستمرارها، مع تفعيل جهود التوصل إلى صيغة لصفقة تبادل الأسرى والمعتقلين.
من جهة أخرى، أعرب محافظ شمال سيناء، اللواء محمد شوشة، عن أمله بنجاح الحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني، مشيراً إلى أن «نجاح الأخوة الأشقاء الفلسطينيين في التوصل إلى اتفاق، من شأنه أن يقضي على حالة الانقسام بينهم، ويؤدي إلى فتح معبر رفح بطريقة ترضي جميع الأطراف».
وأوضح شوشة أنّ الاتفاق على فتح معبر رفح، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، «يؤدى إلى تنشيط حركة العمالة والتشغيل والتجارة بين الفلسطينيين».
وعن احتمال اقتحام الفلسطينيين معبر رفح مجدداً مع اقتراب شهر رمضان للتزود باحتياجاتهم الضرورية من سلع غذائية وأدوية، شدّد شوشة على أن ذلك «لن يحدث. إذ وضعت مصر تجهيزاتها على الحدود مع غزة لمنع عملية نزوح أخرى». وأوضح أن «الظروف الحالية تختلف عن السابقة، بعدما فتحت إسرائيل المعابر لدخول معونات غذائية من طريق الصليب الأحمر الدولي بأسلوب شرعي ومن دون عوائق».