آلام غزّة كبيرة، وزيارة المتضامنين قصيرة، لكنهم يبدون إصراراً على تلمّس الآلام في أزقّة المخيّمات، وفي عيون أهالي الأسرى، وأنين الصيادين ورحلتهم اليومية للحصول على لقمة عيش «مغمّسة بالدم»
غزة ــ قيس صفدي
نجح المتضامنون الأجانب في تسجيل خرق ثانٍ للحصار البحري المضروب على غزة، وفرض إرادتهم على آلة الحرب الإسرائيلية، عندما رافقوا الصيادين الفلسطينيين في رحلتهم قبالة شواطئ مدينة غزة.
صيادون فلسطينيون قالوا لـ«الأخبار» إن الزوارق الحربية الإسرائيلية حاصرت قواربهم في عرض البحر لبضع ساعات، وسط أجواء من الإرهاب، لمنعهم من اختراق «خط النار» على عمق أقل من 5 أميال من الشاطئ. لكن 26 متضامناً كانوا من بين المحاصرين على متن قوارب الصيد رفضوا الانصياع بالعودة إلى الشاطئ، وتمكنوا من مرافقة الصيادين إلى عمق 10 أميال بحرية، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.
الصيادون الفلسطينيون يمنّون النفس بأن تدشّن «مغامرة» المتضامنين الأجانب خطاً بحرياً دائماً بين غزة والعالم يتيح لهم السفر بحرّية، وممارسة مهنة لا يجيدون سواها.
كما شارك المتضامنون أهالي الأسرى آلامهم وأحزانهم في الاعتصام الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة.
ويدرك متضامن فرنسي، ذاق مرارة الاعتقال لأسبوع لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في فعالية احتجاجية في الضفة الغربية، أن ما تعرض له لا يقارن بما يعيشه الأسرى الفلسطينيون.
وقالت متضامنة بريطانية إنها خاضت تجربة الاعتقال قبل بضعة أعوام على يد حركة طالبان في أفغانستان. وأضافت: «أحمد الله أنني اختطفت على يد طالبان، ولم اختطف على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي». وأوضحت «في حقيقة الأمر، الاحتلال هو أبشع نظام في العالم، ولا بد من التضامن جميعاً ضد الاحتلال»، داعية إلى «التوحد في الشرق الأوسط لمحاربة الهمجية الإسرائيلية».
وقال متضامن ثالث «من العيب وجود أسرى في سجون الاحتلال، دعونا نتوحد، دعوا شعوب العالم تتوحد ضد الظلم والاحتلال، ولا بد أن ينعم الفلسطينيون بالحرية والاستقلال وأن يعيشوا بأمان في وطنهم».
وأطلع المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري المتضامنين على وجوه المعاناة التي يعايشها الأسرى داخل سجون الاحتلال من خلال التعذيب الجسدي والنفسي وسوء الطعام والحرمان من الزيارة. وقال إن «ما يحدث في سجون الاحتلال أصعب بكثير مما يحدث داخل سجن غوانتانامو، حيث سياسة العزل والحبس الانفرادي وسياسة التفتيش العاري»، لافتاً إلى أن «العالم ينتفض من أجل الأسير (الإسرائيلي) جلعاد شاليط، بينما لا يتحرك أمام معاناة 11 ألف أسير فلسطيني».
وفي وقت سابق، اتهمت حركة «حماس»، على لسان أبو زهري، رئيس السلطة محمود عباس بالمشاركة في حصار غزة، ودعته إلى التوقف عن «المشاركة في تعزيز الحصار على غزة».