في خطوة مفاجئة، قرّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، تغيير أفراد الفريق المفاوض بشأن الاتفاقية الأمنية الطويلة الأمد بين واشنطن وبغداد.وأفادت مصادر مقرّبة من مكتب المالكي، أنّ الفريق الجديد مكوّن من مستشار الأمن القومي موفق الربيعي، ومستشار المالكي السياسي صادق الركابي، ومدير مكتبه طارق نجم، بدلاً من الفريق السابق الذي كان برئاسة وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود.
وأشارت المصادر إلى أن المالكي قرر بشكل مفاجئ تغيير المفاوضين، لأسباب لم تعرف بعد، واختار أشخاصاً مقربين منه، ليس بينهم أي دبلوماسي متخصّص، أو أي ممثل عن الكتل السياسية والبرلمانية، في ما يشير إلى رغبته بإحكام قبضته على المفاوضات.
ويأتي القرار بعد فوضى عارمة في التصريحات الرسمية بشأن الاتفاقية المذكورة، حيث أعلن حمود في وقت سابق أن قوات الاحتلال ستنسحب من العراق بحلول عام 2011، فيما بادر المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ بسرعة إلى نفي وجود أي سقف زمني في الاتفاقية، قبل أن يعود المالكي ليجزم بأن عام 2011 سيشهد انسحاب آخر جندي أجنبي، الأمر الذي نفته واشنطن وعدد من المسؤولين الرسميين العراقيين على السواء.
وفي السياق، أعلن وزير الداخلية، جواد البولاني، أنّ الوفد المفاوض «تلقّى توجيهات من المالكي بإبداء قدر كبير من المرونة والتعاون في تحديد المرتكزات المهمة للاتفاقية».
على صعيد آخر، أعلن السيد مقتدى الصدر تجديد تجميد نشاط «جيش المهدي» إلى «أجل غير مسمى»، مؤكداً أن «من يخل بذلك لا يحسب نفسه منتمياً إلى هذا العنوان العقائدي».
وأضاف الصدر، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه في النجف، «لقد وضعنا برنامجاً ثقافياً لجيش الإمام المهدي سميناه الممهدون وعلى الجميع الالتزام به ومن لا يشاء فهو خارج الجيش».
ولفت أحد كبار مساعدي الصدر في النجف، حازم الأعرجي، إلى سببين أوجبا البيان المذكور في هذا الوقت: «أولهما إعلان فترة جديدة بعد انتهاء فترة التجميد» التي أعلنت لأوّل مرة في آب من العام الماضي. و«السبب الثاني يتعلق بمشروع الممهدون، الهادف إلى تحويل أكبر عدد ممكن من أفراد جيش المهدي إلى المنظومة الثقافية العقائدية، واقتصار المقاومة على عدد من المحترفين الذين سيجري اختيارهم وفق ضوابط يحددها الصدر بنفسه».
إلى ذلك، أكد قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء طارق الدليمي، أن قوات الاحتلال ستسلم الأمن في المحافظة الغربية إلى القوات العراقية في الأول من الشهر المقبل، بعد تأجيل دام أكثر من شهرين، لتصبح المحافظة الـ11 من أصل 18 محافظة تتسلمها القوات العراقية.
ميدانياً، أعلنت قوات الاحتلال مقتل جنديين أميركيين في شمال بغداد.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)