فجأة اختفت أخبار حوار القاهرة، ولم تعد تخرج عن المسؤولين المصريين أو ممثلي الفصائل، وخصوصاً «الجهاد الإسلامي»، أي مؤشرات حياة لهذا الحوار، الذي يبدو أنّه توقف قسراً
حسام كنفاني
عجلة حوار القاهرة لم تسر كما يجب. هذه خلاصة أولية لمسار الجلسات الثنائية لمدير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، مع ممثلي حركة «الجهاد الإسلامي»، التي كان من المفترض أن تطلق آلية متواصلة من الجلسات الثنائية، تمهّد لحوار شامل بعد عيد الفطر المرتقب بداية تشرين الأول المقبل.
على هذا الأساس نُشرت مواقيت وصول الوفود المشاركة في الحوار الثنائي. وكان من المفترض أن يصل وفد «الجبهة الديموقراطية»، برئاسة الأمين العام نايف حواتمة، الأربعاء الماضي، على أن يليه وفد «الجبهة الشعبية»، برئاسة نائب الأمين العام عبد الرحيم ملوح، بعد انتهاء مرافقته للرئيس محمود عباس في زيارته إلى لبنان، أي اليوم السبت.
إلا أن الجدول توقف مؤقتاً عند لقاء وفد «الجهاد الإسلامي»، وجرى تأجيل زيارة وفد «الديموقراطية» إلى الاثنين في الأول من أيلول، على أن يليه أيضاً وفد «الشعبية».
ذريعة التأجيل كانت «اضطرار اللواء عمر سليمان إلى السفر»، إلا أن مصادر مطلعة على تحضيرات الحوار، أشارت إلى أكثر من عامل كان وراء «تجميد اللقاءات مؤقتاً». وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن سفر عمر سليمان كان إلى الإسكندرية لمشاركة الرئيس حسني مبارك في استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك. وأضافت إن الأخير حمل إلى القيادة المصرية خشية إسرائيل من أن تأتي جهود القاهرة في الحوار الفلسطيني على حساب ملف الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط.
وشدّدت المصادر على أن باراك أبلغ المصريين رفض إسرائيل نقل هذا الملف إلى «وسيط أممي أو أوروبي»، مشيرة إلى أن تل أبيب تحرص على إبقاء كل ما له علاقة بقطاع غزة في يد مصر، لتكريس الرغبة الإسرائيلية في ما يمكن تسميته «رمي غزة في حضن المصريين».
«تجميد اللقاءات» لا يقف عند غياب سليمان. وتشير المصادر إلى أن المصريين لمسوا صعوبة في إحداث خرق في ظل العلاقة المتوترة مع حركة «حماس»، وهو ما انعكس بعدم دعوة الحركة إلى القاهرة اليوم للقاءات الثنائية. وتضيف إن اللقاءات مع وفد «الجهاد» عزّزت قناعة المصريين، الذين يبدو أنهم يسعون إلى مد فترة الحوار الثنائي، ريثما تسمح معطيات داخلية وإقليمية بعقد طاولة حوارية جامعة، تخرج بمقررات قابلة للتنفيذ.