مهدي السيدوفي السياق، توقف محرر الشؤون العربية في «يديعوت أحرونوت»، روعي نحمياس، عند ما سمّاه انتصار حزب الله بالنقاط. فرأى أن الأسلوب الذي يتّبعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن «نصر الله يؤتي أُكله مجدداً، إذ نجح في إطلاق سراح سمير القنطار كما وعد، كما نجح في سحب الأوراق التي تحتفظ بها إسرائيل».
وأضاف نحمياس أنه «مع كل الألم، يبدو أنه مع المصادقة على الصفقة مع حزب الله، يمكن القول بحذر إن حزب الله انتصر مجدداً وإن كان ذلك بالنقاط لا مطلقاً».
وعدّد نحمياس خمسة مجالات يتجسد فيها انتصار حزب الله، هي «الوفاء بوعد تحرير سمير القنطار ، ثمن الصفقة الذي لا يُعدّ أبداً ثمناً سيّئاً، نجاح نصر الله في تجريد إسرائيل من جميع أوراق المساومة التي في حوزتها وتأثير ذلك على قضية رون آراد، الصفقة تعدّ دليلاً على انتصار نهج نصر الله، بدءاً من تحرير جنوب لبنان، وصولاً إلى قضية الأسرى، مع توقّع وترقّب إزاء موضوع مزارع شبعا التي أعلن أولمرت أخيراً أن إسرائيل مستعدة لبحثها، وأخيراً، المجال الداخلي اللبناني، حيث إنه في الوقت الذي يراوح خصوم نصر الله الداخليين مكانهم منذ فترة طويلة، يُحقق نصر الله انتصاراً جديداً، ذلك أنه كما نجح نصر الله في فرض إرادته على الوسط السياسي اللبناني عبر اتفاق الدوحة، فإن لديه سبباً جديداً للاحتفال وهو نجاحه في فرض إرادته على إسرائيل. فنصر الله يُحقق إنجازاً جوهرياً ومعنوياً في الفترة التي لا تزال فيها الأزمة الداخلية اللبنانية قائمة».
بدوره، تطرق عوزي بنزيمان في «هآرتس»، إلى سلوك أولمرت الذي رافق مسارات التصويت على صفقة التبادل، فرأى أنه «كشف عندما صوّت على صفقة تبادل الأسرى عن الطريقة التي يتخذ فيها قراراته: التجربة والخطأ». وأضاف بنزيمان أن «أولمرت لم يأت إلى جلسة الحكومة كقائد قادر على النظر إلى البعيد، وكمن لديه وجهة نظر وتصوّر واضح أو إيمان وعقيدة أساسية أخلاقية في القضية الحساسة المطروحة على المحك. على العكس، ظهر أولمرت أمام الوزراء والجمهور ملوّحاً بحق التردد». وبحسب بنزيمان، فإن هذا الموقف ربما يكون إنسانياً، لكنه «مخيّب للآمال عندما يكون موجود لدى قائد الدولة».
وأضاف بنزيمان أن «من يراهن على قيادة الدولة يفترض به أن يأتي إلى الجلسة الحاسمة مع موقف واضح ومع قناعة بعدالة وأحقية هذا الموقف». فأولمرت، بحسب بنزيمان، بدا كأنه قد انجرّ وراء الحوادث، لا كمن يقودها ويحرّكها.
كذلك انتقد وزير الدفاع الأسبق، موشيه أرينز، الصفقة التي عدّها «أسوأ من صفقة إطلاق سراح (الحنان) تننباوم». وقال إن «أولمرت أمدّنا ببرهان جديد، كأننا بحاجة إلى المزيد من البراهين بعد خزي حرب لبنان الثانية، وإنه ليس من الممكن الاعتماد على هذه الحكومة لمعالجة المخاطر التي تلوح في الأفق بصورة ملائمة. كلما أسرعوا في الرحيل كان ذلك أفضل».
من جهته، رأى ناحوم بارنيع، في «يديعوت أحرونوت»، أن «خيبة الأمل ليست من نصيب أولمرت وحده»، وقال إن «أولمرت يشعر بخيبة الأمل لأن إسرائيل تضطر في هذه المرة أيضاً إلى دفع ثمن عال عن إعادة جنودها، وهذا ما يشعر به وزير الدفاع أيضاً، الذي ينوي أن يؤلّف فريقاً يصوغ قواعد ما يجوز وما لا يجوز في المستقبل».
أما مراسل الشؤون العربية في «معاريف»، جاكي حوجي، فقد توقف عند ذرائع حزب الله للاستمرار في مواجهة إسرائيل، مشيراً إلى أن «اختراع سمير القنطار من جديد مثّل درساً مستقبلاً لحكومات إسرائيل ولبنان». وأوضح أنه «كما تذكّر حزب الله السجين الدرزي المتعفّن في السجن، يستطيع غداً أو بعد غد أن يخرج من خزائنه حججاً أخرى تجوز من أجلها ويرغب في إجراء مواجهة مع إسرائيل. سيتذكر مزارع شبعا والقرى السبع، واذا دُفع إلى ضيق حقيقي، فسيعلن حقّه في مساندة الإخوة الفلسطينيين».