تل أبيب: حزب الله سيرفق تقريره عن أراد برسائل كتبها قبل نحو 20 عاماً
محمد بديروأضافت «معاريف» أن الموعد النهائي للتنفيذ لم يُحدد بعد، وأن التقديرات تشير إلى أن الجيش سيختار في نهاية المطاف تاريخ السادس عشر، رغم أنه استكمل كل الاستعدادات لذلك. إلا أن مصادر أمنية قالت للصحيفة إنه من المحتمل أن يتأجل التنفيذ إلى الخميس، 17 تموز، وهو اليوم الذي من المقرر أن يجري فيه التحقيق المضاد مع موشيه تالنسكي، الشاهد الرئيس في قضية الفساد المتهم بها رئيس الوزراء، إيهود أولمرت. ورأت المصادر أن الهدف من هذا التأجيل لو حصل سيكون صرف اهتمام الرأي العام في إسرائيل عن التحقيق المذكور وتركيزه على عملية التبادل.
وفي كل الأحوال، يبدو أن البعد الإجرائي في العملية قد انطلق فعلاً مع تسلّم إسرائيل أمس، أو اليوم، التقرير الذي أعدّه حزب الله عن رون أراد، وتسليمها في المقابل التقرير الذي أعدّته هي عن الدبلوماسيين الإيرانيين المفقودين. ومع حصول ذلك، تكون المرحلة الثانية من الصفقة قد استكملت فاتحة الطريق أمام تنفيذ المرحلة الثالثة والرئيسية فيها. وكما هو معلوم، تتضمن هذه المرحلة تسليم الأسيرين الإسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله وأشلاء الجنود الذين قتلوا في حرب تموز، في مقابل تسلّم الحزب الأسرى اللبنانيين الخمسة وجثامين نحو 200 شهيد تعود لمقاومين لبنانيين وفلسطينيين وعرب.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، ستسلك الأمور من الآن فصاعداً التدرج الأتي:
سيخضع تقرير الحزب عن أراد «لفحص صارم» من جانب رؤساء الاستخبارات الإسرائيلية: رئيس «الموساد» مائير داغان، رئيس «الشاباك» يوفال ديسكين، رئيس الاستخبارات العسكرية «أمان» عاموس يدلين وإيلان بيرن المكلف بمتابعة ملف الطيار المفقود. وسيعكف المسؤولون الخمسة على دراسة تفاصيل التقرير، وصولاً إلى بلورة رأي مهني بشأنه. ومهما يكن من أمر، تجمع المصادر الإسرائيلية على أن أي مآخذ يمكن أن تثار حول التقرير لن تشكل عقبة أمام استكمال تنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية التبادل. وفي هذا السياق، نقلت «معاريف» عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن «من يرغب في رؤية نقصٍ في التقرير يمكنه ذلك. ولكن لا يمكن وقف الصفقة حتى لو كان التقرير ناقصاً».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر في مكتب ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية قوله إن حزب الله سيرفق مع التقرير رسائل كتبها أراد لأبناء عائلته قبل 20 عاماً، وأثناء وجوده في أسر حركة أمل اللبنانية. وأضافت أن معظم الرسائل كتبها أراد لزوجته، تامي، في عام 1988 وبخطّ يده وعبّر فيها عن حبه لها.
وغداً الأحد، ستصدر الحكومة الإسرائيلية بياناً رسمياً يتضمن أسماء الأسرى اللبنانيين الخمسة الذين سيُطلق سراحهم في إطار الصفقة لكي تتيح الفرصة أمام من يريد الاعتراض لتقديم التماس إلى المحكمة العليا، وفقاً للعرف الذي حددته هذه المحكمة في حالات سابقة.
وبعد ذلك بيومين، أي يوم الثلاثاء، وفور عودة أولمرت من مؤتمر الاتحاد المتوسطي في باريس، ستجتمع الحكومة الإسرائيلية لتبحث التقرير وتقرّ تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة من الصفقة. وبرغم أن عدداً من الوزراء الإسرائيليين أعربوا عن خشيتهم من إمكان أن يعمد رئيسا «الشاباك» و«الموساد»، اللذين عارضا إبرام الصفقة في الماضي، إلى ممارسة الضغط عليهم لرفض المضيّ قدماً فيها بذريعة عدم كفاية التقرير، إلا أن المعلّقين الإسرائيليين يستبعدون حصول أي تراجع من الحكومة عن قرار الصفقة «بسبب خيبة أمل بعض الوزراء من التقرير».
وفي اليوم التالي، الأربعاء، ستسلم إسرائيل الحزب جثامين الشهداء التي ستُنقل من شاحنات تبريد إسرائيلية إلى الجانب اللبناني بمساعدة الصليب الأحمر والقوات الدولية، وفي المقابل سيسلم الحزب الجنديين الإسرائيليين وبقية أشلاء الجنود القتلى في عدوان تموز. وبرغم أن التقديرات الإسرائيلية تميل إلى الجزم بموت الجنديين، إلا أن الجيش سيبقي في استعداداته اللوجستية حيزاً «لأمل ضعيف بأن يعود الجنديان وهما على قيد الحياة». وفي كل الأحوال، فإن الجيش استعد بشكل أساسي لإجراء فحص سريع للحمض النووي من أجل التأكد من هوية الجنديين إذا كانا ميتين.
يذكر أن استعدادات مماثلة كان الجيش الإسرائيلي قد اتخذها إبان تنفيذ صفقة التبادل عام 2004، إلا أن الحاخام العسكري الذي كشف على جثث الجنود الثلاثة في المطار في ألمانيا لم يحتج إلى إجراء أي فحص للتثبت من هوياتهم، والسبب أن الجثث الثلاث كانت مجمّدة وحالتها «كما لو أنها توفيت للتو» على حد تعبيره في حينه.
وبعد تسلم الجنديين، ستطلق السلطات الإسرائيلية سراح سمير القنطار وأربعة مقاومين وقعوا في الأسر خلال عدوان تموز، على أن تطلق في مرحلة لاحقة سراح أسرى فلسطينيين تقرر هي عددهم وهويتهم. ورجحت «هآرتس» أن يكون عدد هؤلاء الأسرى الفلسطينيين ما بين عشرة إلى عشرين أسيراً، وسيتم تقديم الإفراج عنهم بوصفه «بادرة نية حسنة» تجاه الشعب الفلسطيني.


إسرائيل تخشى «ثمن» رفضها لمؤتمر موسكو

حذرت جهات إسرائيلية مطلعة على العلاقات الروسية ـــــ السورية من أن يؤدي رفض إسرائيل عقد مؤتمر سلام في موسكو إلى أن تعمد الأخيرة إلى تزويد سوريا بصواريخ مضادة للطائرات.
وذكرت صحيفة «معاريف» أمس أنه «منذ أشهر، تحاول روسيا الحصول على موافقة إسرائيل على إقامة مؤتمر سلام في موسكو، بمشاركة دول عربية، من بينها سوريا والسلطة الفلسطينية، ودول الرباعية وإسرائيل. لكن إسرائيل ترفض الاقتراح باستمرار. ونتيجة لذلك، حذرت جهات إسرائيلية أن الثمن الذي قد تدفعه إسرائيل نتيجة رفضها هو فقدان الصبر الروسي».
وأشارت الصحيفة إلى أن «السوريين مهتمون بالحصول من روسيا على صواريخ مضادة للطائرات بعيدة المدى من نوع S ـــــ300. لكن الروس ما زالوا يؤجلون عقد الصفقة بسبب معارضة إسرائيل، ويأملون في موسكو أن تستخدم صفقة الصواريخ مع سوريا ورقة ضغط على إسرائيل، لكي توافق على إقامة المؤتمر الدولي في موسكو».
وأوضحت بعض الجهات الإسرائيلية المعنية، بحسب المصدر نفسه، أن «هناك أموراً يجب التوجه بها إلى الروس... وإذا أصرّت إسرائيل على عدم المشاركة في المؤتمر، فقد تبيع روسيا الصورايخ إلى سوريا. ومن غير المناسب أن تغامر إسرائيل بأمر كهذا».
(الأخبار)