مصارفلا تزال المصارف اللبنانية مستمرة في سياسة التوسع إلى خارج لبنان في مختلف الدول العربية مثل قطر، مصر، السودان... وأيضاً باتجاه دول أوروبية... إذ اشترى بنك بيبلوس أخيراً مصرفاً صغيراً في أرمينيا (لديه 4 فروع) بقيمة 10 ملايين دولار أميركي بالشراكة مع البنك الأوروبي للتعمير وصندوق أوبك للتنمية، وانضم إليه في هذه السوق «الاعتماد المصرفي» الذي اشترى مصرفاً آخر بمبلغ موازٍ تقريباً.
وقال رئيس مجلس إدارة بنك بيبلوس فرنسوا باسيل لـ«الأخبار» إن الجمعية العمومية للمساهمين ستقر في 18 تموز الجاري إصدار أسهم تفضيلية بالعملة الأجنبية لاستخدامها في عمليات التوسع في نيجيريا والسودان وسوريا وغيرها، ويتوقع المتابعون أن لا تتجاوز قيمة هذا الإصدار 100 مليون دولار.
والأسباب التي دفعت «بيبلوس» و«الاعتماد المصرفي» إلى ولوج السوق الأرمنية، تكمن في أن الجاليات الأرمنية منتشرة في دول أوروبا ولبنان وتضخ تحويلات مالية كبيرة إلى البلد الأم، وبالتالي سيكون للمصارف دور كبير في هذا الأمر، فضلاً عن حاجات تمويل القطاع الخاص والاقتصاد الأرمني الذي سجل نمواً بنسبة 11 في المئة في السنوات الأربع الماضية، ويتوقع أن تستقر هذه النسبة في السنوات المقبلة، إضافة إلى وجود طلب كبير على القروض المصرفية المتخصصة. وقال مصرفيون إن الإحصاءات المصرفية تشير إلى أن «بيبلوس» هو من بين أكبر المصارف اللبنانية التي تتعاطى مع المجتمع الأرمني في لبنان.
ويتمثل الإغراء الجاذب للسوق الأرمينية بأن المصرف البريطاني HSBC قد دخل إليها منذ نحو 8 سنوات، ولم تطل فترة وجوده فيها حتى استحوذ على 50 في المئة من مجمل الودائع المصرفية في أرمينيا التي تساوي ربع الودائع في بنك بيبلوس. ويذكر أن أصول القطاع المصرفي في أرمينيا لا تتجاوز 500 مليون دولار، وهناك نحو 20 مصرفاً وبعض المصارف الأجنبية الحديثة العهد نسبياً.