بغداد ــ زيد الزبيديلم تنل الأيام الصعبة في بلاد الرافدين من خفّة دم العراقيين. وآخر ما أثار قريحتهم على النكتة، هي العواصف الترابية التي شهدتها بلادهم في الآونة الأخيرة، فأتت في شكل تصريحات «مزعومة» لبعض المسؤولين في الوزارات والدوائر الحكومية، تذكّر أبناء الرافدين بالواقع المبكي ــ المضحك لبلادهم.
ومن النكات التي تداولها العراقيون، تصريح متخيَّل لمسؤول في وزارة الهجرة، قال إنّ «سبب موجات الغبار هو أنّ العراقيّين أخذوا يعودون إلى العراق من الدول المجاورة ركضاً، بعد تحسّن الوضع الأمني». وبحسب مسؤول في وزارة الإعمار، فإن «سبب الغبار هو حملة الإعمار الفظيعة التي يمر بها العراق، وإذا كان البعض لا يرون منجزات هذه الحملة، فإنّ سبب ذلك هو الغبار الكثيف الذي يحجب الرؤية».
أما أحد المسؤولين في وزارة الثقافة، فرأى أن سبب هذه العواصف المقرفة «هو ازدهار الفنون الشعبية في العراق، وخاصة الدبكات، ورقصة الجوبي المعروفة، التي سببت تطاير التراب، بفعل حماسة الراقصين».
ونفت وزارة الطاقة الكهربائية، على لسان مسؤول فيها، معرفتها بمسببات هذه العواصف، قائلة إنّ «المهمّ هو أنّ الكهرباء لن تصل إلى المواطنين خلال الأشهر المقبلة بسبب هذه العواصف الملعونة، ما يعني أننا لسنا السبب في احتجاب الكهرباء!».
ونقل مواطنون عن مسؤول في وزارة السياحة إشارته إلى أنّ سبب الغبار هو «التنظيف المتواصل للسجاد في فندق الرشيد».
من جهته، نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية «الشائعات المغرضة» عن وجود موجة غبار في العراق، مؤكداً أنّه يتسلّم رواتبه منذ سنوات بانتظام، وهو في الخارج. إلا أن مصدراً في وزارة الداخلية أكد العثور على «مخبأ سرّي يحوي أدوات حفر للتربة»، وشاحنات «قلاّب»، ما يثبت «وجود محاولة يائسة من بعض دول الجوار... لدفن العراق!».
وأوضح مسؤول رفيع في وزارة البلديات أنّ سبب موجات الغبار هو أن «موظفينا يكنّسون في كل مكان في العراق». في المقابل، رأى أحد أعضاء البرلمان، لم يفصح عن انتمائه، أنّ «هذا التراب يوضح أنّ كركوك ذات غالبية كردية».
أمّا وزارة البحث العلمي، فكان لها رأي آخر، حيث ذكر أحد مسؤوليها أن الغبار «ناتج من الضغط الهوائي الذي سببه إطلاق مكوك فضائي عراقي، لاستكشاف إمكان وجود حياة في منطقة الجوادر في مدينة الصدر».
وأخيراً، طلب مسؤول في وزارة الصحة، من العراقيين، «عدم التنفس هذه الأيام، وللأشهر الثلاثة المقبلة» أي لحين موعد انتخابات المحافظات في تشرين الأول المقبل.