اختبار لمهاراته في إدارة السياسة الخارجية
يبدأ باراك أوباما غداً جولة «اختبار لمهاراته القيادية»، أوروبية ــ شرق أوسطية، تُستهل في الأردن، وتشمل العراق وأفغانستان

واشنطن ــ محمد سعيد
أعلنت حملة المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، باراك أوباما، أنّ جولته الخارجية، التي تشمل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية والأردن والعراق وأفغانستان، تستهدف بحث «التحديات المشتركة» مع الدول «التي تعدّ مهمة للغاية لأمن أميركا القومي»، فيما وصفتها حملة منافسه الجمهوري جون ماكاين بأنّها «دعاية سياسية». ويحيط مستشارو أوباما جولته بستار من السرّية ولا تُعرف بعد المدّة التي ستستغرقها. لكن الأخبار التي تسرّبت تُشير إلى أنّه سينطلق بها يوم الأحد من الأردن، حيث يلتقي الملك عبد الله الثاني. ثم يتوجّه بعدها إلى القدس المحتلة ورام الله، حيث سيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين، في محاولة للتخفيف من وقع تصريحاته التي أدلى بها في أوائل شهر حزيران الماضي أمام مؤتمر منظمة «إيباك» عن بقاء القدس عاصمة موحّدة لدولة إسرائيل اليهودية.
وفي الدولة العبرية، يُتوقع أن يلتقي أوباما كلاً من رئيسها شمعون بيريز ورئيس حكومتها إيهود أولمرت، ووزير الدفاع إيهود باراك، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وزعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو. على أن يصحبه الإسرائيليون لزيارة مدينة سديروت، إضافة إلى جولة في القدس المحتلة وحائط البراق.
وستشمل جولة أوباما أيضاً كلاً من العراق وأفغانستان، أكثر الملفات الساخنة للولايات المتحدة، وقد تعهد بسحب القوات الأميركية من بلاد الرافدين في غضون 16 شهراً من دخوله البيت الأبيض، في مقابل زيادة عديد القوات في أفغانستان. وأشار قائد عسكري أميركي رفيع المستوى في العراق إلى أنّه سيجري تزويد أوباما بكل المعلومات الضرورية وإحاطته بالظروف الموضوعية على الأرض. وسيُطلَع على أن سحب القوات في منتصف عام 2010 ممكن، لكنّه ينطوي على مخاطر أمنية عالية.
وسيرافق أوباما، خلال زيارته لأفغانستان والعراق وفد صغير من مجلس الشيوخ يضم السيناتور الديموقراطي جاك ريد، والجمهوري تشاك هاغل، وهما من أشدّ المعارضين للحرب على هذا البلد.
ويتوجه المرشح الأسود إلى أوروبا حيث يمضي ما بين يومين إلى ثلاثة أيام يزور خلالها كلاً من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وقال المتحدث باسم المستشارية الألمانية، أولريش ويلهيم، إنّ المستشارة أنجيلا ميركيل ستلتقي أوباما يوم الخميس المقبل، ويتوقع أنّ يلقي في برلين خطاباً يتناول فيه سياساته الخارجية.
وستكون الجولة مفصلية في حملة أوباما الرئاسية، وبمثابة اختبار لمهارته في السياسة الخارجية، التي كثيراً ما وُجّهت إليه انتقادات عن افتقاره إلى الخبرة فيها، لذا ستمنحه هذه الجولة فرصة لإثبات العكس.
في المقابل، ذكر استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» أنّ أوباما سيلقى ترحيباً في أوروبا، بينما ينتظره استقبال فاتر في المنطقة. وأفاد أنّ 84 في المئة من الفرنسيين و82 في المئة من الألمان و74 في المئة من البريطانيين يثقون به، في ما يتعلّق بتغيير السياسة الأميركية الخارجية. ويتطلع غالبية الأوروبيين إلى توجه جديد في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويعتقدون أن أوباما يجسّد هذا التغيير.
في المقابل، يظهر الاستطلاع أنّ ثقة الأردنيين في المرشحَين الديموقراطي والجمهوري واحدة، إذ لم تتجاوز 23 في المئة، بينما بلغت في مصر 31 في المئة لأوباما في مقابل 23 في المئة لماكاين.