القاهرة ــ الأخباربدأ موسم الحوادث في مصر؛ فبعد ثلاثة أيام من التصادم العبثي بين سيارة نقل ضخمة وقطار قرب منطقة مرسى مطروح، اصطدمت حافلة سياحية بسيارة ملاكي. الأرقام في الحادث الثاني أقل. المحصّلة ثلاثة قتلى و٣٨ جريحاً.لكنها أوحت أن تلك المنطقة من الساحل الشمالي في مصر أصيبت بلعنة الحوادث المرعبة، التي كشفت أن مستشفيات منطقة الضبعة ومرسى مطروح القريبة من الحوادث تنتمي إلى القرون الوسطي. فالثلاجات لا تعمل، وطاقم الأطباء غير مدرّب. أما الخدمة، فهي في حالة متردية حسب شهادات أهالي الضحايا والمسؤولين أنفسهم، ما اضطرّ الأجهزة المحلية إلى الاستعانة بطائرات تابعة لشركات النفط لنقل بعض المصابين إلى مستشفى المعادي العسكري. ورغم مرور خمسة أيام على وقوع الحادث، إلا أن الأرقام الحقيقية للضحايا لا تزال غامضة. ويشير أحد التقديرات إلى ارتفاع عدد القتلى إلى ٥٩ شخصاً، بينهم عدد من أصحاب الجثث المجهولة الهوية، نظراً لبشاعة الحادث، حيث هبطت القاطرة العملاقة من منطقة مرتفعة في الطريق بسرعة كبيرة لم يتمكّن السائق من السيطرة عليها، لتصطدم بالقطار الذي وصل إلى «مزلقان الفوكة» في اللحظة نفسها، ليتحرك ويبتلع في طريقه سيارتين كانتا في انتظار عبوره. قضى الحادث على عائلات بأكملها. فقدت طفلة في العاشرة من عمرها كل عائلتها. إلّا أن هذا الحادث فتح مجدداً ملف حوادث الطرق والإهمال في متابعة سلامة سيارات النقل المسؤولة عن ٦٢ في المئة من الحوادث.
تقع المنطقة الملعونة بالقرب من الضبعة، المقر المقترح للمحطة النووية، حيث توجد استراحة للرئيس حسني مبارك، يقضي فيها بعض أيام الصيف. وفي نهاية الطريق الطويل، قرى ومنتجعات الساحل الشمالي، أشهرها «مارينا»، مصيف الحكومة وكبار رجال الأعمال.
ضحايا الحادثين هم غالباً من الفقراء وصغار الموظفين وعمال المحاجر الذين يتنقّلون في قطار الضبعة. الحكومة مقصّرة. هذا هو رد الفعل الطبيعي للناس، الذين أدانوا رئيس الحكومة لعدم تحرّكه. لم تصرف التعويضات المعلن عنها. وتقدّم نواب مجلس الشعب بأكثر من ٢٠ طلب إحاطة، كما أصدرت أحزاب «التجمع» و«الناصري» و«الكرامة» و«الغد» في مرسى مطروح بياناً مشتركاً عنيفاً ضدّ الحكومة المهملة في وضع علامات إرشادية قبل مزلقانات الموت وبعدها. تجدر الإشارة إلى وجود انتقادات تتعلّق بسلامة الطرق السريعة، ما حوّلها إلى مصائد للموت، تحصد نحو ٧٠٠٠ آلاف ضحية سنوياً.