strong>فصّل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اللاعبين السياسيين في الشرق الأوسط على قاعدة بسيطة: كلام محمود أحمدي نجاد «مقيت». أما أبو مازن وسلام فياض فهما «أفضل شريكين لإسرائيل»بما أنّ الكنيست الإسرائيلي بات محجّة سياسيّة بالنسبة إلى حلفاء الدولة العبرية في أوروبا وأميركا، يعلنون منه ولاءهم الكامل لسياسات تل أبيب، جاء دور رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ليعتلي المنبر بعد جورج بوش ونيكولا ساركوزي وأنجيلا ميركل...
وألقى براون كلمة، هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء بريطاني أمام البرلمان الإسرائيلي، لم تختلف كثيراً عمّا ورد في خطابات من سبقوه في الأشهر الأخيرة؛ هدّد إيران بتشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم، ثمّ كرّر معزوفة أنّ السلام بين إسرائيل والفلسطينيين «أصبح في متناول اليد». بعدها نال تصفيق النوّاب الصهاينة وشكر رئيس وزرائهم إيهود أولمرت «لمواقفه الحازمة تجاه البرنامج النووي الإيراني».
ومما قاله براون إيرانياً: «تواجه إيران اليوم خياراً واضحاً، إمّا وقف برنامجها النووي والموافقة على عروضنا في المفاوضات، أو التعرض لمزيد من العزلة ومواجهة الرد الجماعي، ليس من بلد واحد، لكن سيكون جماعياً».
وتعهّد براون أمام مضيفيه بأنّ بلاده «ستستمر بتصميم في أن تكون رأس الحربة مع الولايات المتحدة وشركائنا الأوروبيين في جهود منع إيران من تطبيق برنامج نووي عسكري».
وتطرّق براون في خطابه لتصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول زوال إسرائيل، جازماً بأنه «للشعب الإسرائيلي الحق في أن يعيش بحرية وأمان هنا». وأضاف: «من المقيت جداً أن يدعو الرئيس الإيراني إلى محو إسرائيل عن خريطة العالم».
في هذا الوقت، ناشد براون الفلسطينيين والإسرائيليين التوصل إلى اتفاق، قائلاً إنّ «السلام أصبح في متناول اليد»، واصفاً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض بأنّهما «أفضل شريكين لإسرائيل».
غير أنّ براون كرّر «شروط» السلام التي تحدّث عنها في رام الله أول من أمس، وأبرزها تجميد الاستيطان والانسحاب من المستوطنات والتحرك «ضد الإرهابيين»، لافتاً إلى موقفه المصرّ على بقاء القدس المحتلّة «عاصمة للدولتين».
ووجد أولمرت في كلام نظيره البريطاني عالي النبرة تجاه إيران، مناسبة للتذكير بأنّ الأسباب الحقيقية للخوف من الجمهورية الإسلامية، بعيداً عن الخطر النووي، مصدره «طموحات نظام الملالي في طهران من أجل تحقيق هيمنة إقليمية». وتابع أولمرت أنّ «منطلقات هذه الهيمنة تكمن في رفض السلام وتقديم الدعم الواسع للمنظمات الإرهابية والجهود المكلفة في سبيل السعي لامتلاك قدرات نووية عسكرية والنيات المعلنة لتدمير إسرائيل».
أمّا رئيسة الكنيست داليا إتسيك، فأفرحها كلام براون أيضاً عن إيران، مذكّرة ضيفها بأنّ البرنامج النووي الإيراني ليس موجّهاً حصراً إلى إسرائيل، «بل إلى العالم الغربي بكامله».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)