يمكن وصف الاجتماع الذي دعا إليه وزير المال محمد شطح، أمس، للتنسيق في مجال استيراد الوقود لمؤسسة كهرباء لبنان، بأنه اجتماع تشاوري أوّلي هدفه «إعلان نيّات حسنة». فالوزير الجديد سيتفادى السلوك السلبي للوزير السابق في مجال التصديق على فتح الاعتمادات لتفريغ ناقلات المازوت والفيول أويل، التي تضطر إلى الانتظار طويلاً قبالة معامل الإنتاج فيما يغرق اللبنانيون في العتمة... إلا أن هذا الإعلان لم يأت من دون إشارة خطيرة إلى احتمال طرح زيادة تعرفة الكهرباء، في إطار مقايضة، هدفها الحد من الأعباء المترتبة على الخزينة من جرّاء تمويل الدعم الذي توفّره الحكومة للمواطنين عبر المساهمة في شراء المحروقات.هذه الإشارة وردت على لسان شطح الذي قال «إن أي إعادة للنظر في تعرفة الكهرباء ستراعي حماية ذوي الدخل المحدود وعدم تحميلهم أكثر مما يتحملون»، فيما قال وزير الطاقة والمياه ألان طابوريان «أنا أعتقد أن تعديلاً سيحصل على التعرفة، ولكن هذا التعديل سيجري بشكل يحمي ذوي الدخل المحدود الذين يمثّلون 70 في المئة من الشعب اللبناني».
وعقد اجتماع أمس في وزارة المال بمشاركة شطح وطابوريان والمدير العام للمالية ألان بيفاني ورئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك وممثلين عن مصرف لبنان ومستشار رئيس الحكومة غسان طاهر. وشدد شطح على أن «توفير الفيول أويل والغاز أويل لمواصلة تأمين التيار الكهربائي لجميع اللبنانيين يحتاج إلى تنسيق وتنظيم ووضع توقعات مستقبلية بشكل مبرمج»... لافتاً إلى أنه بادر عند تسلّمه مسؤولياته إلى فتح اعتمادات ضرورية لتأمين استمرار المخزون من الفيول أويل والغاز أويل من أجل مواصلة توفير التيار الكهربائي لجميع اللبنانيين، وهو بذلك أقرّ بما كان ينفيه سلفه من وجود علاقة بين زيادة التقنين والتأخير في فتح هذه الاعتمادات.
ولفت شطح إلى أن الأرقام الأخيرة تشير إلى أن الدعم يبلغ 200 دولار شهرياً لكل عائلة لبنانية، وقال: «من المؤكد أن اللبناني يدفع ثمناً باهظاً حتى في ظل الدعم، لأن كلفة الكهرباء في لبنان تمثّل ثلاثة أضعاف الكلفة التي من الممكن أن تكون عليه في ما لو أن الكهرباء منتظمة ولديها فعالية أكبر».
وقال الوزير طابوريان «لا يمكننا أن نستمر في طريقة المعالجة الحالية، ولا يمكننا أن نستمر بهذا الحجم الكبير من الدعم»، وأضاف «ثمة خطة نعمل عليها وسنطرحها في مجلس الوزراء، لكن في المرحلة الراهنة ليس أمامنا خيار آخر إلا الاستمرار في سياسة الدعم».
(الأخبار)


الفقراء لا يستفيدون

لاحظ طابوريان أن «ذوي الدخل المحدود لا يفيدون من الدعم بصورته الحالية، بل يفيد من يستهلك الكهرباء كثيراً، وهؤلاء يملكون إمكانات تتيح لهم الاستهلاك بكثرة»... ويقصد طابوريان أن من يستهلك كثيراً هم من يستأثرون بالتغذية الأكبر في بيروت الإدارية، ومن يشغلون مساكن مرفّهة