علي حيدرأقر رئيس جهاز «الشاباك» الإسرائيلي، يوفال ديسكين، أمس بأن قدرة الردع الإسرائيلية «تضررت بشكل حقيقي» خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بدءاً من فك الارتباط مع غزة، ومروراً بصعود «حماس» إلى الحكم، ووصولاً إلى حرب لبنان الثانية، والآن اتفاق التهدئة في القطاع. واعتبر ديسكين، خلال مثوله أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن إسرائيل قدمت «حبل نجاة لحماس» بموافقتها على التهدئة، مشيراً إلى أنها مستقرة، لأن لكل الأطراف مصلحة في ذلك، ولأن الحركة الإسلامية تفرض إمرتها على الفصائل الفلسطينية الأصغر العاملة في القطاع. وأضاف: «نحن أعطينا، في وقف إطلاق النار، حبل نجاة لحماس. نحن لا نهاجمهم. فككنا عنهم الحصار. في الوقت الذي لا يلتزمون فيه الامتناع عن مراكمة قدراتهم العسكرية».
ولفت ديسكين إلى أن «حماس» «تظهر بصورة المنتصر في هذه المواجهة، لأنها تبدو كمن نجح في الصمود أمام الحصار الإسرائيلي. وتقدم التهدئة على أنها إنجاز تفتخر به». أما إسرائيل، فحصلت على هدوء مؤقت ليس سوى «وهم»، لأن إطلاق الصواريخ سيُستأنف لاحقاً.
وأقر ديسكين بأن وضع إسرائيل «إشكالي جداً في الصراع مع الإسلام المتطرف»، وأن الجرأة الفلسطينية تجاه إسرائيل تعاظمت منذ صعود حماس إلى الحكم، فيما تضررت قدرة الردع الإسرائيلية «بشكل حقيقي جداً».
وحذر ديسكين من أن الجهاد الإسلامي استطاعت إنتاج صواريخ بشكل مستقل تصل لمدى 19 كيلومتراً، وهرِّبت صواريخ ذات مدى أبعد، يمكن أن يصل بعضها إلى أسدود، على مسافة 30 كيلومتراً. ولفت إلى أنه بحوزة المنظمات الفلسطينية قذائف هاون من إنتاج إيراني يصل مداها إلى 9 كيلومترات. ورأى ديسكين أنه لم يطرأ تغيير ذات أهمية في النشاط المصري لمنع تهريب السلاح إلى القطاع رغم بعض التحسن، مشدداً على أن «مصر تقبل حقيقة وجود تهريب من أراضيها... هذا جزء من مسرح العبث الشرق أوسطي».
وفي السياق، كشفت مصادر أمنية عن أن ديسكين يدير حملة مكثفة ضد تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين من «حماس»، في مقابل إطلاق الجندي جلعاد شاليط، على قاعدة أن ذلك «يمكن أن يضر بقسوة بقدرات الشاباك على إحباط» العمليات.
ولفتت المصادر إلى أن ديسكين يدير هذه الحملة من أجل وضع خطوط حمراء واضحة منذ البداية، وليس قبل لحظة من التوقيع على الاتفاق لتحرير شاليط.
وحذرت مصادر أمنية من أنه من «لحظة تحرير الأسرى، سيبدأ العد العكسي للحظة الانتقام الأولى لحماس في الجبهة الداخلية لإسرائيل. وبعد ذلك ستسقط حكومة سلام فياض مع تحرير أعضاء حكومة حماس. وهذا سيقوض وضع أبو مازن وينبغي أخذ ذلك بالحسبان».
إلى ذلك، دعا مصدر أمني إسرائيلي مقرب من مفاوضات التبادل مع «حماس» إلى العمل لإعادة شاليط في أسرع وقت، محذراً من أنه «يمكن أن نجد أنفسنا نتدهور لعملية في غزة وهكذا سنبقى من دون وسطاء».