القطاع الصناعي الذي عانى الإهمال الرسمي خلال الحكومات المتعاقبة، والذي واجه تحديات الليبرالية المتفلتة مع وزير الاقتصاد والتجارة السابق سامي حداد، أصبح يترقب البيان الوزاري للحكومة الجديدة، لعله يستعيد بعض الأمل بدعم القطاع وحمايته. وفي هذا الإطار، زار وفد من جمعية الصناعيين برئاسة فادي عبود وزير الصناعة غازي زعيتر، حيث أكد عبود ضرورة أن تكون خطة العمل المطروحة في البيان الوزاري مرتبطة بمواعيد محددة، لأن الوضع الاقتصادي يختلف عن الشأن السياسي. وبحث الوفد مع زعيتر مشاكل القطاع، وخصوصاً التفاوت الرهيب في أسعار الطاقة بين لبنان والبلاد المجاورة، التي تصل إلى 25 ضعفاً أحياناً، ما يسبّب لبعض الصناعات أعباءً كبيرة. كذلك طُرحت أيضاً خطة وزير الصناعة الشهيد بيار الجميل التي تساعد القطاع الصناعي على الاستمرار والصمود. وطرح الصناعيون خفض بعض الضرائب وتفعيل الضمان الاجتماعي وخفض رسوم الانتساب، وخفض الفوائد على القروض المصرفية وإعطاء تسهيلات تحفيزية. وأثار عبود مسألة التغذية بالتيار، وطالب بتخصيص المناطق الصناعية كما تخصص المناطق السياحية بساعات إضافية.
وخلال اللقاء أكد زعيتر أن تنظيم القطاع الصناعي وتطويره هو أمر بديهي، «وهذا ما سنعمل عليه وفق الإمكانات المتاحة، في ظل تصميم واضح على معالجة الأمور بموضوعية وبما يعود بالفائدة على الصناعيين عملاً بالقوانين والأنظمة». وشدد على أن الغلاء الحاصل في قطاع المحروقات ينعكس سلباً على مجمل القطاعات ولم يستثن أي فئة من فئات الناس في لبنان ولا يمكن التهرّب من هذا الواقع الضاغط عالمياً.
وفي لقاء مع وزير الأشغال العامة والنقل، غازي العريضي، طرح وفد جمعية الصناعيين الواقع الصناعي والاقتصادي. وأشار عبود إلى «أن البحث تناول واقع الصناعة والمشاكل التي يعانيها هذا القطاع، التي لها علاقة مباشرة بوزارة الأشغال العامة والنقل، ومنها مرفأ بيروت».
وقال: «تمنينا على الوزير العريضي أن يلحظ البيان الوزاري المرتقب الوضع الاقتصادي بشكل أوضح لا إنشائي ضمن برنامج عمل وخطة واضحة الملامح والتنفيذ»، وأوضحنا «رؤيتنا في ما يجب أن يتضمن هذا البيان في ما يعود للواقع الصناعي، بالإضافة إلى موضوع الأجور في القطاع الخاص».
ورأى عبود «أنه حسب البيان، كأن اقتصاد لبنان مقسوم إلى قسمين: قسم موجه وقسم ليبرالي، بمعنى أن الصيف والشتاء تحت سقف واحد، وهذا يعطل الشأن الاقتصادي في البلد».
(الأخبار)


استيراد المحروقات

قررت الحكومة السابقة السماح للصناعيين باستيراد الفيول والمازوت، إلا أن ذلك لا يحقق وفراً إلا بـ10%، إذ إن المشكلة الأساس بحسب عبود تبقى في ارتفاع الأسعار عالمياً، ورأى أنه لو كان للدولة استراتيجية لإنتاج الكهرباء، لكانت مشكلة المحروقات أصابت الصناعة بـ 3 أو 4% فقط