علي حيدراستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس نشوب حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله، الذي أقر بأنه يواصل تعزيز قدراته العسكرية «ونحن نرقب عن كثب، أي تغيير يمكنه خرق التوازنات التي نحن معنيّون بألّا تتغير».
وقدّر أولمرت، خلال مشاركته في اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، بأنه يوجد لدى حزب الله «في السنتين الأخيرتين حالة ارتداع عن المواجهة العسكرية في جنوب لبنان».
ولفت إلى أن إمكان نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل «ليس بمعقولية مرتفعة»، وإلى أن «حزب الله مشغول بالسياسة اللبنانية الداخلية وببذل جهود لترميم مكانته داخلياً بعد الحرب».
وفيما رأى أولمرت أن حزب الله سيحاول الانتقام لما وصفه «اختفاء» قائده العسكري الحاج عماد مغنية، إلا أنه عاد وأضاف «يبدو لي أنه يرتدع عن الرد و(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله فقد ثقته بتقدير رد إسرائيل وهم يخشون رداً إسرائيلياً غير تناسبي».
وفي السياق، قال رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد يوسي بايداتس «إن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله قوّت حزب الله وحماس».
وفي ما يتعلق بالمحادثات الإسرائيلية ــــــ السورية، قال أولمرت إن «المفاوضات أوجدت من دون شك خيارات معينة للسوريين لم تكن موجودة في السابق». لكنه أقرّ بأنها «ما زالت صغيرة ومقلصة أكثر مما ينسب إليها جزء من منتقدي الحكومة» الإسرائيلية. ولفت إلى وجود شكوك دولية تجاه سوريا «بسبب خلفيتها وماضيها» ولكونها «تواصل السير في مسار موازٍ عبر العلاقة مع إيران والإرهاب في العراق ومساعدة حزب الله والمنظمات الإرهابية في الضفة الغربية». ودعا أولمرت السوريين إلى إدراك أن السير في المسارين معاً «ليس ممكناً، وأنّ بالإمكان خداع العالم بعض الوقت أو جزء من العالم كل الوقت لكن لا يمكن خداع كل العالم كل الوقت».
وعن التهدئة في قطاع غزة، تساءل أولمرت إن «كانت الظروف الحالية تبرّر القيام بعملية عسكرية ضد حماس مع كل ما سيترتب عليها» من نتائج. وخلص أولمرت إلى أن حجم الخروق الخفيف للتهدئة «لا يمثّل حجة كافية وجيدة لتغيير الوضع»، لكنه استدرك بأن «هذا لا يعني أن هذا التقدير لن يتغيّر مع الوقت».
وبخصوص مفاوضات التسوية، رأى أولمرت أنه «يمكن التوصّل إلى تفاهم على قضية اللاجئين، لا يجعلنا نتحمّل مسؤولية أو حل الموضوع على تخوم دولة إسرائيل»، فيما استبعد إمكان التوصل إلى تفاهم يشمل موضوع القدس خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن «الخلافات ليست كبيرة في بقية قضايا الحل الدائم».
كما تطرق أولمرت إلى عمليتَي الدهس الأخيرتين بجرافتين، اللتين وقعتا في القدس الشهر الجاري، وكان منفذاهما مواطنين من القدس الشرقية. وقال إن «من يعتقد أن النمط الأساسي للحياة في القدس سيبقى كما هو مع 270 ألف عربي يسكن فيها عليه أن يأخذ بالحسبان أنه سيكون هناك المزيد من الجرافات والشاحنات والسيارات الخاصة» لتنفيذ عمليات. وقال: «لا توجد طريقة لمنع أعمال إرهابية من هذا النوع وينبغي أن ندرس في المستقبل كيفية مواجهة هذه المسألة».
وانتقد أولمرت كثرة الحديث الإسرائيلي عن الموضوع النووي الإيراني. وقال إن «الإيرانيين يتفاخرون اليوم بوجود 6000 جهاز طرد مركزي تعمل (على تخصيب اليورانيوم) وأنا لن أتطرق لهذا العدد». ولفت إلى أن «هناك جهداً دولياً جدياً» يُبذل في هذا المجال و«إسهام إسرائيل فيه كبير لكننا لسنا الجهة التي تقود النضال لأننا لا نملك كل الأدوات التي بأيدي المجتمع الدولي».
وعن الوضع الاستراتيجي الذي تواجهه إسرائيل، قال أولمرت «إننا نواصل مواجهة التهديدات الأساسية نفسها التي ميزت العامين الماضيين».