مهدي السيدافتتح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لقاءاته في واشنطن أمس باجتماع مع نظيره الأميركي روبرت غيتس، في لقاء هو الثالث بينهما منذ توليه منصبه، طالبه خلاله بعدم التخلي عن الخيار العسكري ضد إيران، كما جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأكد باراك لغيتس على «وجوب مواصلة السياسة التي تقضي بإبقاء كل الخيارات مطروحة». وأضاف «إن البرنامج النووي الإيراني يمثّل خطراً على استقرار المنطقة والعالم أجمع. وما زلنا نؤيد وجوب تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية على الإيرانيين».
كما تطرق باراك في لقائه مع غيتس، الذي حضر رئيس أركان الجيوش الأميركية مياكل مولن قسماً منه، إلى الوضع في قطاع غزة وفي سوريا ولبنان، وكذلك إلى القرار 1701، الصادر عن مجلس الأمن، والمزاعم الإسرائيلية بشأن خرق حزب الله له. وجاء في بيان صادر عن مكتب باراك أن «وزير الدفاع ناقش مع غيتس سلسلة من المواضيع التي تتصل بالأجهزة الأمنية لكلتا الدولتين»، فيما أشار مستشاره الإعلامي إلى أن الوزيرين تناولا «التحديات التي تواجهها إسرائيل والعالم الحر في الشرق الأوسط».
وبعد لقائه غيتس، اجتمع باراك مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، وناقش معه عدداً من المواضيع، كانت إيران وحزب الله و«حماس» في مقدمتها.
وبحسب مراسل «يديعوت أحرونوت» في واشنطن، اسحاق بن حوري، فقد نُقل عن باراك قوله لتشيني إن تسلح حزب الله بالصواريخ «يقترب من كسر التوازن الحساس القائم في لبنان. وإن إسرائيل ترى في هذه المسألة خطراً حقيقياً وجدياً».
وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع، أن باراك اتهم، في لقائه مع تشيني، سوريا بتسليح حزب الله، معبّراً عن قلقه من ازدياد القوة العسكرية لهذا الحزب. وأضاف البيان إن باراك قال لتشيني «نلاحظ، بخيبة أمل كبيرة، أن عدد الصواريخ التي يملكها حزب الله تضاعف خلال السنتين الماضيتين، وربما ازداد ثلاث مرات، كما ازداد مدى الصواريخ، وكل ذلك بمساعدة وثيقة ومستمرة من سوريا».
وفي ما يتعلق بالقرار 1701، قال باراك إن «إسرائيل تتابع باستمرار انتهاكات القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وقد بلغت هذه الانتهاكات مستوى يهدد التوازن الهش بين القوى في لبنان». وأضاف إن «إسرائيل ترى أن في ذلك خطراً حقيقياً وجدياً».
في المقابل، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن غيتس ومولن يعتقدان أنه يجب على الولايات المتحدة ألّا تتورط في حرب مع إيران ما دامت غارقة في حربي العراق وأفغانستان، وأن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، تعارض أيضاً، القيام بأي عملية عسكرية أميركية ضد طهران.
ويتوقع أن يجتمع باراك اليوم في البيت الأبيض مع مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، الذي قد ينضم إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، وذلك بعد لقائه رايس، لبحث جملة من المواضيع في مقدمتها المفاوضات مع الفلسطينيين، وذلك تمهيداً للقاء ثلاثي يجمع رايس بنظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، ورئيس الوفد الفلسطيني في المفاوضات أحمد قريع.
وفي السياق، أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن «التهديد الإيراني» سيكون في مقدمة جدول أعمال اللقاء الاستراتيجي الأميركي ـــــ الإسرائيلي الدوري، الذي يعقد للمرة الثالثة هذا العام، يوم غد الخميس، بمشاركة وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز، المسؤول عن هذا الملف.