علي حيدروأقر باراك بأن إسرائيل تريد «مفاوضات مباشرة وسرية، في حين أن السوريين يريدون اتصالات غير مباشرة وعلنية»، مشيراً إلى أن «عملية استكشاف المواقف استمرت طوال الصيف وفي مرحلة معينة دخل الأتراك في الصورة».
وأكد باراك أنه «توجد مسؤولية كبرى في محاولة إخراج سوريا من دائرة العداء». لكن استعادة الجولان بالنسبة إلى السوريين، حسبما يرى باراك، «موجودة في أسفل سلم أولوياتهم». ورأى أن المرتبة الأولى في سلم الأولويات السورية «تكمن في استمرار حكم (الرئيس بشار) الأسد ودفع المحكمة الدولية للتحقيق بمقتل رفيق الحريري، ورغبة سوريا في استمرار دور خاص لها في لبنان»، بالإضافة إلى «إقرار غربي بمساعدة دولية، وفقط بعد ذلك تأتي هضبة الجولان».
ووصف باراك ما يدور في غزة بأنه حرب متواصلة، وفاخر بقتل أكثر من 70 فلسطينياً في الشهرين الأخيرين، وحوالى 300 في الأشهر الستة الأخيرة. ورأى أن «حماس تواجه ضائقة ومضغوطة جداً، والأمر الأكثر فعالية هو الحصار». وقال إن التقدم الأساسي الذي حصل في العملية السياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل هو في الشؤون الاقتصادية.
وأثنى باراك على مصر. وقال إنه «يوجد تحسن في الجهود المصرية في مجال إحباط عمليات التهريب»، لكنه أضاف أن «إسرائيل تعتقد بأنه ما زال بإمكان مصر القيام بأكثر مما تقوم به».
ورأى باراك أنه «ينبغي دراسة القيام بعملية في غزة بتأنٍّ وفقط بعد دراسة كل ما هو مطلوب». وشدد على أن دوره وزيراً للدفاع، بالإضافة إلى دور الجيش «هو إعادة الهدوء والأمن إلى المستوطنات الجنوبية. ونحن سنقوم بذلك، ولن نرتدع عن القيام بأي عملية». وفي شأن عدم طرح وقف النار في القطاع أمام المجلس الوزاري، قال باراك إن «إسرائيل تحتاج إلى منتدى مغلق، وإن المجلس ليس كلجنة الخارجية والأمن لأنه يصدر من المجلس تسريبات كثيرة»، مشيراً إلى أن «منظومة الاعتبارات الإسرائيلية مكشوفة لحماس». أما بخصوص موضوع الحواجز، فرأى باراك أن «إسرائيل استنفدت أغلب ما يمكن أن تقوم به في الضفة الغربية».
وبخصوص المشروع النووي الإيراني، أكد باراك أن «على دولة إسرائيل العمل من أجل ألّا يصل اليوم الذي يكون بيد إيران سلاح نووي». وأضاف أن «ثمة الكثير مما يمكن فعله، لكن آخر شيء سيساعدنا هو التحدث في الموضوع وإطلاق تصريحات منفلتة». وشدد على أن «النشاط الإيراني الذي يسعى إلى الحصول على قدرات نووية لأهداف عسكرية مستمر»، وأن على إسرائيل العمل «من أجل ألا يخرج هذا التهديد إلى حيز التنفيذ».
وفي السياق، أكد باراك، خلال لقائه أمس وزير الخارجية الألمانية فرانك شتانماير في تل أبيب، «أن عمليات تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان مستمرة، وأن هذه الأسلحة تنقل إلى حزب الله خلافاً للقرار 1701». وتطرق باراك أيضاً للملف النووي الإيراني، وقال إنه «يجب على ألمانيا الإسهام في المجهود الدولي الرامي إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران لحملها على وقف تطوير أسلحة نووية». كما أطلع شتانماير باراك، بحسب الإذاعة الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية، على نتائج زيارته لبيروت.