سيتعهّد بإبطاء التقارب بين فرنسا وسوريا!وهذه ثاني زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى إسرائيل بعد تلك التي قام بها في آذار 1982 فرنسوا ميتران، الذي كان أول رئيس فرنسي يزور الدولة العبرية.
وخصت الصحف الإسرائيلية هذه الزيارة بتغطية وافية عكست الأجواء العامة السائدة حالياً، التي عبّر عنها أولمرت حين تحدث في أيار عن «شهر عسل» مستمر منذ عام بين البلدين.
وكتبت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها: «من النادر أن يستقبل رئيس أوروبي في إسرائيل بهذا القدر من الحفاوة والاحتفالية»، مثنية على المواقف الفرنسية من حق إسرائيل في الأمن وضرورة التصدي للخطر النووي الإيراني.
وإن كان الرئيس الفرنسي يجاهر بصداقته المتينة للدولة العبرية، إلا أنه يؤكد عزمه على مخاطبتها بـ«لغة الصراحة». وأفادت أوساطه بأنه سيؤكد لمحاوريه الإسرائيليين أن الأمن والسلام في المنطقة يمران عبر «تجميد كامل للاستيطان» وقيام دولة فلسطينية.
وحرصاً منه على هذا التوازن، يزور ساركوزي الثلاثاء بيت لحم بالضفة الغربية للاجتماع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وتهدف هذه الزيارة، بحسب باريس، إلى «إظهار دعم» فرنسا له. ومن المقرّر أن يوقع الرئيس الفرنسي مع الرئيس الفلسطيني اتفاقاً بقيمة 21 مليون دولار لإقامة منطقة صناعية في بيت لحم. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن ساركوزي سيتعهد بإبطاء التقارب بين فرنسا وسوريا خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وجرت الأسبوع الماضي في باريس محادثات بين الجانبين الإسرائيلي والفرنسي تمهيداً لزيارة ساركوزي لإسرائيل، وشارك فيها مستشارا أولمرت، يورام توربوفيتش وشالوم ترجمان، ومستشارا ساركوزي، جان دافيد ليفيت وكلود غيان. وحمل المستشاران الإسرائيليان رسالة من أولمرت، أبلغاها لنظيريهما الفرنسيين، ومفادها الحفاظ على حذر في اتصالات فرنسا مع سوريا.
وشددت الرسالة الإسرائيلية لفرنسا على أنه «لا ينبغي الهرولة أكثر ممّا ينبغي باتجاه سوريا، لأنها لم تفعل شيئاً حتى الآن لكي تكتسب شرعية دولية». وأضاف مستشارا أولمرت أن فرنسا هي جهة هامة بكل ما يتعلق بابتعاد سوريا عن «محور الشر»، لذلك فإنه «يجب الاحتفاظ ببضع أوراق لاستخدامها في خطوات مقبلة».
وبحسب «هآرتس»، فإن المستشاران الفرنسيان عبّرا عن تفهم للطلب الإسرائيلي، وأوضحا أن زيارتهما لسوريا، الأسبوع الماضي، كانت على أثر المساعدة السورية لعملية انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وهو ما أدى إلى إنهاء الأزمة السياسية داخل لبنان. كذلك قال الجانب الفرنسي إنه ربما تسرع، وإنه يعتزم «تخفيف الاندفاع قليلاً حيال كل ما يتعلق بالتقارب مع سوريا».
وتزامنت زيارة ساركوزي مع تعرّض فتى يهودي للضرب في باريس. وعبّر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن «استيائه الشديد» للحادث.
وقد تعرض الفتى للاعتداء في الدائرة الـ 19 بشمال شرق باريس. ووضع خمسة شبان تقل أعمارهم عن 18 في الحبس على ذمة التحقيق.
(أ ف ب، يو بي أي)