هآرتس ـ ياغيل ليفيإضعاف وجود المكانة الوسطى ــــ العلمانية في الوحدات الميدانية المقاتلة لمصلحة دخول شبان متدينين ومهاجرين ومن سكان الضواحي، تشير إلى الاختيار الذي يقدم عليه شبان كثيرون. كما أنه في الحالات التي يُضحّى فيها بالأرواح، ويكون الأمر مرتبطاً بهدف سياسي قابل للجدل، تتحدى أصوات الاحتجاج الصادرة عن العائلات الثكلى من الطبقة المتوسطة ــــ العليا العلمانية القيادة السياسية، وتضعف شرعية التضحية بالأرواح.
في ظل هذا الأمر، تواجه الدولة تحدي إضفاء الشرعية على الموت في إطار الخدمة العسكرية. هذا التحدي سيزداد كلما قلّت نسبة المنضمين إلى الجيش. هذا تحدٍ ذو مغزى فريد، ذلك لأن انعدام الرغبة في التطوع للموت تزعزع النظام السياسي، لأنها تزعزع القدرة على بقاء الجيش والحفاظ عليه، أو على الأقل وجوده من دون احتجاج سياسي فعال. على هذه الخلفية تبنت دولة إسرائيل، إثر شقيقاتها الغربيات منذ التسعينيات، سياسة تقليص عدد الإصابات في أوساط الجنود، باعتبارها حلقة مركزية في سياستها العسكرية. قرار تفضيل التهدئة في غزة على العملية العسكرية يجب أن يقاس ضمن هذا السياق.
الجمع بين هذين الأمرين: هامش اختيار المجموعات الاجتماعية في كل ما يتعلق بالتضحية بالحياة، إلى جانب التحدي الكامن في هذا الاختيار، يبلور هيكلية الموت التي تُعدّ موجهاً فعلياً للحكومة والجيش. جنود الاحتياط الذين يمتلكون قدرة الاختيار والقيام بعملية سياسية، قبل تطوعهم بالجيش أو بعده، مدرجون في الأعلى باعتبارهم المجموعة الأكثر حماية، ومن بعدهم يأتي جنود الخدمة الإلزامية. المواطنون عند نقاط المواجهة يدرجون بعد الجنود فقط.