ذكرت صحيفة «جيروزالم بوست» أمس أن القلق يتزايد في إسرائيل جراء احتمال بيع الولايات المتحدة الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة المعروفة باسم «أف 35» إلى السعودية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قولهم إن الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل فرصة فريدة للحصول على تقنية عسكرية متطورة لن تبيعها للسعودية من أجل المحافظة على تفوقها العسكري في المنطقة. وكان رئيس مكتب الدبلوماسية العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد قد التقى قبل أسبوعين في واشنطن مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية وتوصلوا إلى تفاهم يتعلق بصفقات بيع بعض أنواع الأسلحة المتطورة، ثم زار المدير العام للوزارة بينهاس بوكريس واشنطن لإجراء مباحثات مماثلة مع المسؤولين في البنتاغون. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية، للصحيفة، إن الزيارتين هدفتا إلى وضع «لائحة المشتريات» النهائية التي تأمل إسرائيل إقرارها في الأشهر القليلة المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن نائب وزير الدفاع لشؤون سياسة الأمن التقني بيث ماكورميك تولى رئاسة الجانب الأميركي من المفاوضات.
وذكرت الصحيفة أن جلعاد التقى ماكورميك لتقديم اعتراضات إسرائيل على صفقة بيع السلاح الأميركية المقترحة إلى السعودية، غير أن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قالوا الأحد إن المخاوف الإسرائيلية من إقرار الصفقة ازدادت في الفترة الأخيرة.
وفي ضوء هذا الاحتمال، بادرت إسرائيل إلى الطلب من الولايات المتحدة بيعها تقنيات عسكرية لم يسبق لغاية اليوم أن صدّرت إلى خارج الأراضي الأميركية.
وتركز أحد الطلبات الإسرائيلية على الحصول على طائرة «أف 22 رابتور» التي تعمل داخل الولايات المتحدة، وهي أحدث أنواع الطائرات المقاتلة في العالم التي يمكنها التحليق وتجنّب الرادارات وهي أكثر المقاتلات تطوراً من نوعها.
كما طلبت إسرائيل الحصول على نموذجين من القنابل الذكية المتطورة من طراز «JDAM» التي تنتجها شركة «بوينغ»، والتي لن تباع إلى السعودية، وذلك بهدف المحافظة على التفوق الإسرائيلي العسكري في المنطقة.
وأحد النموذجين الذي تهتم إسرائيل بالحصول عليه يعمل على أشعة اللايزر الموجهة والنموذج الثاني مزود بنظام حماية من الرادارات والتشويش.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين ناقشوا مع الأميركيين احتمال ضم مؤسسة الصناعات الدفاعية الإسرائيلية إلى مشروع إنتاج الطائرة المقاتلة المشتركة التي قال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إنها ستكون المقاتلة المستقبلية المعتمدة من سلاح الجو.
كما ناقش الإسرائيليون احتمال تسريع تسلّم الطائرات المقاتلة الأميركية وتقديمها من عام 2014 إلى عام 2012 أو عام 2013 في حد أقصى.
وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن الولايات المتحدة وافقت من حيث المبدأ على السماح للإسرائيليين بإدخال تقنياتهم على الطائرة المقاتلة المشتركة، كما سبق لها أن فعلت بالطائرات السابقة التي حصلت عليها بما فيها طائرات «أف 15 أيغل» وطائرات «أف 16 فالكون».
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين: «أنهينا مناقشة مسألة الطائرة المقاتلة المشتركة، بما في ذلك الحصول على تقنياتها وإدخال تقنياتنا عليها. الأميركيون يعرفون أننا سنحافظ على مصالحهم ونحميها».
(يو بي آي)