باريس ـ بسّام الطيارة يستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اليوم، نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز في «أول زيارة رسميّة يقوم بها رئيس أجنبي في عهد ساركوزي»، بحسب ما أعلن المتحدّث باسم الإليزيه، دافييد مارتينو، يتخللها الاحتفال بـ«الذكرى الستين لإنشاء دولة إسرائيل» وافتتاح «معرض الكتاب» الذي تحل فيه إسرائيل كضيف شرف، والذي أدّى إلى مقاطعة عربية وإسلامية للمعرض.
وشدد مارتينو على أن «ساركوزي قرر أن يحظى رئيس دولة إسرائيل بهذا الشرف، لإعادة تأكيد قوة الصداقة التي تجمع بلدينا»، إضافة إلى «سعادته الشخصية» لاستقبال بيريز «رجل السلام والتوافق وحائز نوبل للسلام».
وقد سبق وصول بيريز نشر مقابلة له في صحيفة «الفيغارو»، مدح فيها العلاقات الإسرائيلية ـ الفرنسية «الجيدة جداً». وقال إن زيارته هي «لشكر فرنسا» وتختصر «ستين سنة من تاريخ إسرائيل، قامت خلاله فرنسا بدور مهم جداً». وأعاد التذكير بمساعدة فرنسا للشعب اليهودي، وتجاهل تعاون عدد من الفرنسيين مع النازيين ليشدد على «إنقاذ فرنسا لعدد كبير من اليهود»، مشيراً إلى أنه «بفضل فرنسا حصلنا على السلاح للدفاع عن أنفسنا»، في إشارة إلى السلاح النووي من دون أن يذكره بسبب سياسة «الغموض البنّاء» التي تتبعها إسرائيل في ما يتعلق بترسانتها النووية.
وجواباً عن سؤال بشأن دور فرنسا في تأهيل إسرائيل بالقدرات النووية، أجاب بيريز، الذي كان مسؤولاً عن البرنامج النووي الإسرائيلي، بأنه لا يستطيع الدخول في تفاصيل قدرات الدولة العبرية، إلا أنه أضاف «إن الشك في امتلاكنا سلاحاً نووياً هو مكوّن أساسي في نظام ردعنا»، قبل أن يستطرد بأنه «لا توجد دولة ساعدت إسرائيل مثل فرنسا».
وامتدح بيريز «تقارب ساركوزي مع الحلف الأطلسي والولايات المتحدة». وكشف تأييده لفكرة الرئيس الفرنسي إنشاء الاتحاد المتوسطي الذي «يشمل إسرائيل»، مشدداً على أن هذا الاتحاد يمكنه أن يخلق «قوة اقتصادية مهمة» تدعم التقارب السياسي.
وبعدما طالب بتشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، نفى استعداد إسرائيل لعمل عسكري منفرد ضد طهران، إلا أنه شدد على أن «حل مسألة الصواريخ البعيدة المدى التي تطوّرها إيران يعود إلى العالم بأسره، لأنه أمر لا يهدد إسرائيل فقط».
واتهم بيريز إيران وسوريا بتمويل «حماس». ودافع عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، مدّعياً أن المقاومة «تضع الأطفال والنساء في الخطوط الأولى» لتبرير ارتفاع الضحايا بين المدنيين.
وجدّد بيريز رفض التفاوض مع «حماس»، على اعتبار أنه «يضعف السلطة الفلسطينية»، إلا أنه لمّح إلى أن إسرائيل لن «تمنع مرشح حماس من خوض الانتخابات الرئاسية في مطلع ٢٠٠٩». ورفض انتقادات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإسرائيل بأنها لا تساعده بتخفيف الحصارات وتواصل بناء المستوطنات، قائلاً «نحن في بلد ديموقراطي يمكننا تقديم تنازلات، لكن علينا عدم فقدان التأييد الشعبي».
ورفض الرئيس الإسرائيلي، في نهاية مقابلته، تقسيم القدس المحتلة، مشيراً إلى أن «وضعها الحالي مثالي والتعايش يتم بشكل جيد». ورفض الدعوات التي تطالب بدولة واحدة يتعايش فيها اليهود والعرب، مبرراً رفضه بـ«وجود ٢٤ دولة عربية». وتساءل «لماذا يريدون دولة أخرى؟»، ما يطرح تساؤلات عن الجدّية الإسرائيلية في إقامة دولة فلسطينية لتحقيق «وعد» جورج بوش.